الصفحات

الاثنين، 22 يوليو 2013

من الحياة : 1- قشطة

كما ذكرنا فمدونة زوجات صغيرات ليست مدونة عملية فقط , و لكن هناك جزء إنساني للقائمات على المدونة سنشاركه معكم بين الحين و الآخر , و في هذا الجزء ( من الحياة )  سنحكي قصص حقيقًة , حدثت بالفعل مع الكتابة أو عضوة من عضوات فريق "الزوجات " ستحكي  جانب غريب , او قصة مثيرة للتأمل و سنخرج منها أن الحياة ليست كما تبدو دائمًا و لكن هناك بُعدًا آخر للأشياء ....

القصة القادمة معي شخصيًا ....

-------------------------------------------------------
هي حكاية عجيبة قليلا ... لم اكن انا الطرف الفاعل فيها و هي بسيطة للغاية و لم تحدث لي انا شخصيا و لكني رايت انها مناسبه هنا

افتتحت مدونتي الأساسية منذ عام 2006  منذ ذلك الحين ... جعلتها مدونة تعكس رؤيتي في الحياة بشكل اساسي ... قد تكون تلك الرؤية انسانية او سياسية او تأملية في اغلب الاحوال و لكن هذا هو الخط الاساسي في كتاباتي هناك ... كنت اتجنب ان احكي عن نفسي حكايات محضة ... و حتي و ان حكيت فيكون لاني رايت شئ ما استنتج من وراءه اشياء اخري

كنت أتنقل في عملي كثيرا ً في فترة قليلة نسبيًا ... و كنت أحب تدوين ما يلفت انتباهي فيه
عندما عملت في التكليف كان الوضع سئ للغاية في المستشفيات و لكن و سبحان الله كان موقعي يمكنني من ان احتفظ بخصوصية شديدة ... فكن مسؤولة عن صيدلية كاملة وحدي تماما ً فلم يزعجني احدهم ( علي الرغم من ثقل المسؤولية ) ... كانت تمر علي شخصيات عديدة من الممرضات و العاملات ... استطعت ان أقترب أكثر من تلك الطبقة بشكل إنساني و حاولت ان اتعامل بدون تشويش سابق ( لانه كل شئ في مصر لديه للاسف سمعة سيئة )
لا انكر ان طريقة التعامل مع تلك الفئة غريب بعض الشئ عما إعتدت و له منطقه الخاص فعلا , ووسطهم يحوي مساوئ عديدة ... و لكن بين هذا الوسط الاجتماعي غير الجيد و غير الصحي ... وجدت سيدة شعرت انها خارج الزمن و المكان ... كانت تسمى ( قشطة ) تلك السيدة جعلتني اكتب عن قصة حياتها التي حكتها لي في اوقات متفرقة خلال عامين ما جعلني اكتب عنها 3 اجزاء كاملة علي المدونة 1 ,2 ,
(و أنصح بقرائتهم لاكمال الصورة الذهنية عنها )
 و قصتها ببساطة مخلة انها امراة نشأت في وسط شديد الفقر و لكنها لم تصتبغ بلون الفقر السئ و ما يصاحبه من اخلاقيات متردية ... تميزها جاء من انها لم تتلوث و فطرتها لازالت نقية بشكل و تتصرف برقي قد يفوق بعض من تعلموا و نالوا حظ وافتر من التعليم ( كانت في حالها , غير فضولية , ولا تتدخل في ما لا يعنيها , لا تردد أحاديث ليست واثقة منها  , تحرص علي نظافتها و رائحتها طيبة , قنوعة و ليست جشعة رغم ثقل مسؤوليتها و تردد الحمد لله كثيرًا و اننا احسن من غيرنا ياما )
عندما عرضت قصتها علي المدونة فوجئت بأحد المتابعين لي علي المدونة من المصريين المغتربين  يطلب مراسلتي ... و عندماارسلت له البريد الإليكتروني و جدته يطلب مني تفاصيل دقيقة عن اسم قشطة الرباعي و رقم بطاقتها ... تعجبت كثيرا و سئلت عن السبب ... فقال لي انه يريد ان يرسل  صدقة اناس يعرفهم و قرؤوا قصة قشطة علي النت و يريدون مساعدتها ( و هي ممن تجوز عليهم الصدقة فعلا ) لم اصدق ان يرسل لي احد خارج الحدود و من اشخاص لا اعرفهم مبالغ مالية لمجرد انهم قرؤوا قصة لامراة مسكينة ... و لكني ارسلت له ما اراد و اخبرته باقرب بنك للمستشفي التي اعمل بها ... بعد حوالي عشرة ايام وجدته يرسل لي و يقول الحوالة المالية وصلت و ياريت السيدة قشطة تذهب بنفسها لاستلامها !!!!!
صراحة لم اصدق و كنت في غاية السعادة و شرحت لقشطة ان هناك من ارسل لها مبلغ لمساعدتها و لكنها كانت ترفض في البداية بشدة و اقنعتها بصعوبة كي تأتي معي للبنك و نستلم تلك الحوالة ... بعد ان صورنا بطاقتها و جاهدت كي تكتب اسمها بشكل صحيح بعد عدة محاولات ( هي تكتب اسمها فقط بصعوبة و لكنها لا تعرف القراءة ولا الكتابة ) استلمنا الحوالة .... لا اريد ان اقول انها كانت غير مستوعبة لما يحدث و عندما استلمت المبلغ كادت تنهار من شدة الفرح , جلست علي رصيف الشارع و دموع الفرح تغطي وجنتيها و تقول الف حمد و الف شكر لك يا رب , انت عالم بالحال , الف حمد و الف شكر لك يا رب و قالت انهالم تمسك في يدها مبلغ كبير مثل هذا من قبل ...
لم اكن اتخيل ان كتابتي عن تلك السيدة الرائعة ستكون سبب في يوم من الايام ان ياتي لها بمساعجة مادية مباشرة تعينها علي امر اسرتها الكبيرة


 تعلمت من هذه القصة عدة اشياء :
*ان لا أحكم على طبقة او فئة من البشر الا بعد أن أتعامل معهم شخصيًا
*لا أحد مرتاح أيا كان وضعه , و لكن الله عادل أيضًا في توزيع الأرزاق
*المبادرة الذاتية مهمة , و التوثيق مهم حتى و إن لم نفطن لأهميته وقتها 
*لا أكسل عن فعل اي شئ ايا كان ... فقد يترتب عليه أشياء لا اتصور اهميتها للآخرين .

اكيد هناك اشياء كثيرة لنتعلمها و هذا لتفكير الجميع

تحياتي :) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق