مشاركة من صديقة المدونة : رواء مصطفى
أنت كوالد أو والدة ربما تخرج مع أبنائك كثيرًا ، و تتنوع خروجاتك معهم فمنها إيصالك لهم إلى المدرسة، أو إيصالهم إلى تدريبات الرياضة الخاصة بهم ، أو ربما لشراء ملابسهم و احتياجتهم ، و ربما تخرجون سويا لقضاء وقت ممتع معا كنزهة أسرية تشمل الأسرة بكاملها .....
و لكن هل جربت مرة أن تخرج مع ابنك /ابنتك بمفردك ؟؟؟ أنت و هو فقط ، ليس لقضاء مشوار ما أو او ايصاله لمكان ما ، و لكن تخرج معه بمفردك لتجلسا سويًا في قهوة من المقاهي أو مطعم من المطاعم ، تتسامران فيها سويًا ، كخروجك مع صديقك ، ليكون ابنك اليوم صديقا ، تتبادلان أسراركما سويًا ، و تستمع منه عما يشغل باله بعيدًا عن جو البيت ، و دور الوالد و الابن .
ما زلت أتذكر أول مرة خرجت فيها مع والدي ، كانت ليلة امتحان اللغة العربية في الثانوية العامة ، و قد بلغ مني القلق مبلغه ، لأجد أبي يدخل علي غرفتي ليطلب مني أن أترك كل ما أفعل ، و أرتدي ملابسي لنخرج سويا .
خرجت معه ، و أخني في جلسة على ضفاف النيل ، نحتسي الشاي سويا ، و يحاول أن يخرج كل ما بي من قلق ، و أني قد فعلت ما أستطيع ، و أن أترك الباقي لله و تقديراته .
تلك ليلة لم و لن أنساها ، كم هي مهمة مثل تلك الخروجة مع الأنباء من وقت لآخر، لتكسر فيها الحدود ، و تتقرب فيها من ابنك الصديق ، تتسامران ، و تضحكان ، و تتشاركان لحظات لا تجمع إلا بينكما فقط .
بدأت و زوجي هذا النوع من الخروج مع أبنائي منذ ثلاث سنوات تقريبا ،كان عمرو ابني الأكبر ثمان سنوات ونصف ، و الأصغر خمس سنوات ، و نحاول قدر الإمكان المداومة عليها مهما زادت مسؤوليات الحياة ، لرؤيتنها لمدى مردودها على أبنائنا ، و مدى تقربهم منا خلالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق