الصفحات

السبت، 21 يونيو 2014

دعوها تتشبث بالحياة



بقلم :إيمان القدوسي

حماتي مزعجة جدا ، تتدخل في تفاصيل حياتنا ، تعيب علي تربية أولادنا ، تعطيني ملاحظات علي طبيخي ، أستغرب لماذا لا تكن سيدة لطيفة ولا تتدخل فيما لا يعنيها وتعش ما بقي من عمرها في هدوء شيخوختها .

هل تعرفين عزيزتي الزوجة أن تنفيذ نصيحتك القيمة معناه تجميد هذه السيدة وتهميشها تمهيدًا لانسحابها من الحياة لتسقط بعد ذلك في براثن الاكتئاب أو الألزهايمر ؟
هل تعرفين أنها لا تقصد أبدا أن تتسلط عليك أو تظهر عيوبك وكيف تفعل وأنت وزوجك في عينيها مازلتم صغارًا تشعر بالمسئولية تجاهكم وتريد توجيهكم لما فيه مصلحتكم من وجهة نظرها ولا أكثر من ذلك .

هل تعرفين أن زوجك الرجل الذي ترينه كبيرًا وقوامًا عليك والذي يشغل منصبًا محترمًا ورجل ملو هدومه  هو لايزيد في قلبها عن ذلك الطفل الذي حملته بجوار قلبها وكان بينهما حبل سري يربطه بها وإن انقطع هذا الحبل بالنسبة له تاركًا ندبة ظاهرة في بطنه فإن امتداد الحبل ما زال ثابتًا بداخلها ولذلك فإن قلبها العنيد يأبي إلا أن يراه طفلها وكفي .

هل تعرفين أنها لو تخلت عن أداء أي دور في الحياة سوف تمرض وتصبح عبئًا حقيقيًا على الجميع ووقتها ستقولين ليتني تركتها تمارس الأدوار البسيطة جدًا الباقية لها في الحياة فذلك أتقي وأفضل وأنسب لكل الأطراف .

دعيها تقل ما تشاء وتنصح كما تريد واستمعي لها بابتسامة مقبلة على الحياة فأنت الزوجة الشابة وأم الأبناء والزوجة المحبوبة ووضعك بكل تأكيد أقوي وأفضل فلا تبخلي عليها بالمودة وسترد لك أضعافًا مضاعفة وفورًٍا .

أول من سيرد لك الجميل هو زوجك نفسه فلا تتخيلي ماذا يفعل به حبك لأمه وحسن معاشرتك لها ،حتي لو لم يقل لك أو يصارحك فإن هذا الفعل البسيط منك مجرد التقبل والتغاضي والتبسم سيجعلك تنغرزين في صميم فؤاده وتبدين في عينيه فاتنة الفاتنات وكيف لا وقد صالحتيه على نفسه وضممته و أمه معًا في أحضانك  .

ثم هناك دعوات حماتك لك إنها أصدق وأنجع من دعوات أمك لأن حبها فطري أما حماتك فحبها مكتسب بفضل حسن خلقك وتربيتك الصالحة .

ثم هناك دفتر الأيام الذي سرعان ما تتساقط أوراقه بسرعة فائقة لتجدي نفسك في لمح البصر مكانها وتفاجئين بأن طفلك صار رجلًا له زوجة حلوة صغيرة فهل يرضيك أن يتجهم وجهها كلما فتحت أنت فمك بكلمة واحدة؟ وأن تؤول مواقفك دائمًا لغير صالحها وتكاد تواجهك بقولها كنت أمه وأنجبت وربيت وانتهي دورك شكرًا لك مع السلامة وتغلق الباب في وجهك وهي تقول ( خلاص مش عايزين النهارده )
الأهم من كل ذلك جزاء فعلك من رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، والذي خص الأم تحديدًا بوضع خاص. يقول تعالى في سورة الإسراء ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا(23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24)) طبعًا معاني الآيات الكريمة معروفة واستفاض فيها علماؤنا الأجلاء ولي ملاحظة صغيرة ، أن الإنسان ينهر أو يقول أف عندما يسمع مالا يعجبه؛ إذن هذا احتمال وارد أن تقول الأم كبيرة السن مالايعجبنا بمقاييسنا وبالرغم من ذلك فليس لنا أن نناقشها أو نعاتبها أو ننتقدها أو نعبر عن رفضنا بأبسط أسلوب ولو بقولة أف ولكن نتقبل بصدر رحب .



دعوها تتشبث بالحياة ، دعوها تمارس دورها كحماه وأم الرجل وجدة الأطفال ولا تحاسبوها حسابًا عسيرًا ستكون بركة حياتكم وسببًا لرزقكم ومعينًا للحب وقلبًا نابضًا بالدعاء لكم تقصدونه كلما ضاقت بكم السبل .

هناك تعليق واحد:

  1. بلاش كلام ملائكى وافتراضى الحمى عمى اه والله وسر خراب البيوت بتدخلها بتلفت نظر ابنها لحاجات مش فى مراته عشان تعكنن عليها وتنبسط ادام ابنها ان هى يا ما هناك

    ردحذف