بقلم :إيمان القدوسي
زواجك لا يعني أسرك، وزوجك ارتبط بك ولكن لم يشتري روحك لأنها ملك خالقها وأنت المتحكمه الوحيدة فيها .
الطاعة للزوج تكون في المعروف وبمفهوم تنظيمي لتمضي سفينة الزواج برئيس واحد فلا تغرق ، لكنها ليست طاعة العبد أو الأسير بل طاعة الحر الأبي الذي يهب طاعته محبة وتعاونا واهتمامًا .
لطالما فتنتني وأدهشتني الآية الكريمة في سورة التحريم 11 (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
أعلي تكريم للمرأة فقد ضرب الله بامرأة مؤمنة المثل للمؤمنين جميعًا رجالا ونساءًا وجعل قصتها قرآنا يتلي ويتعبد به علي مر العصور لنعرف قدر الإيمان الحق في قلب امرأة .
كما أنها مثالا لحرية المرأة وهي زوجة فهي امرأة فرعون وخالفته تمامًا في عقيدتها لأنها حرة ومسئولة وستحاسب وحدها .
أيضًا تعطي نموذجًا للزوجة حين تختلف عن زوجها لا يجب عليها لا مفارقته ولا إجباره علي معتقدها بحجة أنها تهديه سبل الرشاد وهو السبب الذي يثير شقاقًا في بيوت كثيرة حاليًا ، لو اختلف زوجها عنها ولو قليلًا تظل تنصح وتوبخ حتي ينفر منها ، الزوجة لا يمكنها أن تكون واعظة بل هذا الدور بالذات ينفر الزوج منها .
تستمر البيوت لأسباب كثيرة منها تربية الأولاد والعيش في ظل بيت ساهمنا في بنائه ولم يعد لنا سواه ، الزواج مؤسسة كبيرة وليس مجرد رجل وامرأة ولذلك يستمر ولكن ليس معني ذلك خضوع الروح لغير خالقها ، اعرفي عيوب زوجك وتجنبيها واضربي له مثالاً حسنا للمرأة المؤمنة دون وعظ أو إرشاد .
روحك أغلي ما تملكين حافظي عليها دائما حرة مستقلة وثابة .
أما الطريق لقلب زوجك فهو الحب وحده ، الحب ليس شغل المسلسلات لبس ودلع وخبث فهذا حب الغواني وبائعات الهوي ، الحب الحقيقي اهتمام بكل ما يريحه وبهجة تنتشر حوله وتجنب الجدال وإخلاص القلب دون استياء مكبوت وإياك والدعاء عليه عند الغضب. يقول الفضيل بن عياض لمن يشتكي ظلم شخص له (هل دعوت عليه ؟ ) قال نعم قال ( مادمت دعوت عليه فقد أفسدته )
ادعي له بظهر الغيب ففي صلاحه صلاح بيتك وأحوالك .
ولا تغفلي عن تنمية نفسك وتطويرها بالقراءة والاطلاع والعمل .
قولي لي زوجة مؤمنة حره محبة مريحة مبهجة متطورة أليست جديرة بحب زوجها واحترامه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق