الصفحات

الخميس، 3 يوليو 2014

عن النيش وغيره من الشرور الأخرى




بقلم : أحلام مصطفي 

 
ربما يستغرب الكثيرون مثل هذا الادعاء، ولكن القضية ليست ف النيش وحده بل في كم الأشياء التي فعلها وتسبب لنا في المشاكل والهم والغم فقط لأننا يفترض أن نقوم بها كما هو العرف والعادة. سأخصص الأمر وأتحدث عن أمور بعينها حتى يتمكن من يقرأ من القياس على حياته وإن كانت القاعدة تنطبق على جوانب كثيرة في حياتنا. 

لنبدأ بالنيش على سبيل المثال ونحصي عدد الشرور التي تتمثل فيه، بداية هو قطعة من الأثاث ليس لها فائدة تضع يدك عليها سوى أن تستخدمها في عرض ما عندك من زجاجيات، والواقع كما سمعت من الكثيرات أنك تشتري من الأغراض الكثير مما لا تحتاج فقط حتى تملأ النيش ولا تتركه فراغاً فهذا لا يصح. ثم إنه عبء إضافي على المتزوجين حديثاً كان من الممكن استثمار تكاليفه في أشياء أنفع وأجدى لهم أو توفيرها للمستقبل. وهو إضافة إلا ما سبق سيحتل مساحة في البيت كان من الأفضل لو تركت فارغة تملأ العين براحاً بدلاً من الزحام تراكم القطع إلى جانب بعضها خصوصاً في الوقت الحاضر والبيوت تزداد انكماشاً يوماً بعد آخر.

وللنيش إخوة كثر، فهناك غرفة للأطفال الذين لم يولدوا بعد، وهناك القطع التي يجب أن تنثر هنا وهناك حتى يظهر البيت مليئاً بالأثاث ولا تجد فيه مكاناً لقدم، وهناك أواني الطبخ والصحون وغيرها من مستلزمات المطبخ التي تملأ الحيز المخصص لها وإن لم تكن لها من حاجة، وهناك الكماليات من إضاءة وسجاد وغيره..

لو جلست مع نفسك قليلاً وفكرت كم من هذه الأمور تستخدم وتحتاج وكم منها هو عبء حقيقي لا فائدة منه سوى تنظيفه والحفاظ عليه من التلف، بينما ربما كنت وفرت من الوقت والجهد الكثير لو أنك اقتصرت على المهم والذي يوافق احتياجاتكما وذوقكما الخاص بدلاً من ترك الأمر للأهل والأقارب والجيران وما يمكن أن يتردد من أقوال وتعليقات لو أنكما لم تشتريا النيش أو طاولة الطعام ذات الـ 12 كرسياً أو طقم الصيني الذي فيه من القطع ما لا أذكر أو السجاد الذي لا مكان له في البيت أصلاً، ونالكما من المشاكل ما كدر عليكما فترة الخطبة وعسّر التعجيل في الزواج فقط بسبب هذه الكماليات التي لا تحدث فرقاً في حياتكما ولا تحقق لكما من السعادة شيئاً.

أعرف الكثير من الشباب والفتيات ينتهجون منهج ترك ما لا داعي له هذه الأيام، بعضهم تخلى عن النيش وغرفة الطعام واكتفى بطاولة صغيرة في المطبخ وللضيوف هناك أرض واسعة يأكلون عليها كما اعتاد أهلنا منذ زمن دون أن ينالهم العيب أو العار! وأعرف منهم من لم يقم حفل زفاف تقليدي واكتفى بحفل العقد واجتماع صغير يتبعه دون البهرجة وزيادة التكاليف والمظاهر، وأنظر إليهم فأجدهم من أكثر البيوت بركة وأعظمهم سعادة.

ما أريد قوله هو أننا يجب أن نراجع أنفسنا حقاً، وبدلاً من التركيز على الماديات التي تذهب وتأتي والتي قد تسبب من المشاكل الكثير خصوصاً في الفترات الدقيقة من الحياة كالخطوبة أو بداية الزواج واستقبال مولو جديد، فبدلاً من التركيز عليها من الأفضل التركيز على طرفي العلاقة ووضع المجهود اللازم للتعرف على الشريك أكثر والتأقلم معه ومع عاداته حتى لا تظهر كل الخلافات والعادات في بداية الزواج أو بعد الإنجاب فيصدم الطرفان وبعتقدان أنهما غير مناسبان ويتسرعان وينهيان الزواج! ولو أنهما حلّا خلافاتهما هذه في حينها لما وصل الأمر للانفصال بسبب حجم "الكوشة" ونوع الستائر ولون غرفة النوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق