بقلم : إيمان القدوسي
التربية بالحب تفتح للأبناء شبابيك الأمل وتعلي سقف الطموح والإبداع
والإنجاز كما أنها أكثر سهولة ومتعة من التربية بالقسوة والشدة .
تربية الأبناء عمل فطري بسيط ومنساب ونحن الذين نعقده ونحوله لسلسلة من
الإحباط والتكلف والمعاناة ، التربية مادة صلبة لا يمكن تقبلها إلا لو تمت إذابتها
في سائل الحب وقتها ستصبح عسلًا مصفى ، الحب إحساس يشع بالتقدير والتقبل والفخر
بالطفل كما هو وأيًا كانت امكانياته فلن أقول له كن الأول علي المدرسه ليحبك والدك
ولكن أنا أحبك وأثق أنك ستبذل قصاري جهدك وسأكون فخورًا بنتيجتك لأنها نتيجة ابني
حبيبي ، هذا الطفل سينشأ واثقا بنفسه معتزًا ومنتميًا لأسرته مبتسمًا محبًا للخير.
مفتاح التربية هو النظام والمقصود وضع نظام للبيت والأسرة والحق يقال هناك
سيدات بارعات في ذلك فتجد الطفل يضع متعلقاته في مكانها ويعرف مسبقًا مواعيد الأكل والنوم
والترفيه ويلتزم تلقائيا بها هذا الطفل سيكون متفوقا في دراسته وعمله وزواجه
فالحياة كلها عبارة عن عدة أنظمة من تعود الالتزام بها واحترامها يمتلك مفتاح
النجاح ، تجده وقد صار شابًا وبمجرد دخوله في مكان التقط نظامه وتماهي معه كما لو
أنه مدرب عليه ، إنها أول علامات حسن التربية وذكاء الوجدان .
مفتاح آخر هو النظافة عادة رائعة تجعل الجميع يحبك ويثق فيك ولا ينفر منك
الرائحة الطيبة وحسن الهندام والتناسق ونظافة التصرفات والصوت الهادئ تفتح لك
القلوب وللأسف صارت قليلة .
بعد ذلك لا تغالي في تلقين الدين ولا تسرف في تقديس التعليم ، رأيت صورة في
جريدة هزت كياني فقد انحنت الأم علي يد ابنتها طالبة الثانوية العامة تقبل يدها
لأنها خرجت من امتحان الرياضة تقول أنها حلت جيدًا ، كثير من الأمهات تحديدًا أسمعها
تغالي في تقدير عبقرية ابنها وهو متوسط الذكاء هي لا تعرف أنها تفتح له طريق
الآلام والفشل لأنها تحمله مالايطيق ومن المؤسف أكثر أن ذلك الشعور يكون من أجل
مظهر الأسرة الاجتماعي ومنافسة الأم لمن حولها من الأمهات فهي حرب أمهات بالوكالة
يدفع فيها بالأبناء بمنتهي التعسف ويصل الأمر لشراء الامتحان ورشوة المدرسين وهو
أسلوب ينسف التربية من أساسها ويضرب النظام الأخلاقي للطفل في مقتل .
أما التدين فهو سلوك روحاني يعتمد علي القدوة الحسنة في البيت واستخدام
التعسف والإحبار فيه يأتي بنتائج عكسية تماما .
النقطة الأخيرة هي الأسرة الممتدة ، التربية غزل لأسرتي الزوج والزوجة في
نسيج واحد واصطناع روابط ولواصق اجتماعية كثيرة تجعل الطفل ينشأ منتميًا لقبيلته
فخورًا بإنجازاتها مرددًا حواديتها .
طفل
مبتسم منظم نظيف يتعلم ما يناسب قدراته بشغف ويمضي خطواته في طريق معرفة ربه
ومحبته يفخر بانتماؤه لأسرته ويشعر أنه جزء من كل ، تنفتح أسرته علي الخارج علي
الأسرة الممتدة والجيران والمعارف وتفتح أمامه آفاق حب المعرفة هذا هو الطفل الذي
أحسن أهله تربيته والذي سيكون ذخرا لهم في حياتهم وبعد مماتهم وهو طفل تنفتح في كل
جوانب حياته شبابيك الأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق