الصفحات

الخميس، 28 أغسطس 2014

المرأة مصيبة – 5 عن الأفراح والليالي الملِاح

بقلم:أحلام مصطفى 

حديثنا اليوم عن يوم العرس، غالباً إن لم تتسبب مرحلة الخطبة و التجهيز بانفصال الزوجين فسيتكفل بذلك العرس، تظنونني أبالغ؟ "أعرف واحدة فسخت كتب الكتاب عشان الكوشة مش عجابها والراجل معاهوش فلوس يجيب اللي هي عايزاه، وإتنين اتطلقوا في الفرح نفسه عشان أهاليهم اتخانقوا على حاجة مالهومش دعوة بيها"..




قد يظن البعض أنني أغالي في انتقاد هذه المظاهر منذ بدايتها حتى الآن، ولكنني في الواقع أعيدها إلى مكانها، فهي ليست سوى مظاهر لن تغني ولن تفيد شيئاً، "لما العيلة تبقى مبنية على الماديات صعب جداً تلاقي لأحلام اللي كنتوا بتحلموا بيها! حتى لو بتحبوا بعض حتفضل المظاهر اللي بتمشي حياتكم واخداكم في دوامة الشغل والفلوس ومش حتعيشوا حياتكم!"، وما قيمة الحياة إن كنا سنمضيها في العمل حتى تحصل على مال ثم ننفقه على أمور لا نحتاجها!، "لأن أنا بصراحة عمري ما سمعت إن الكوشة فرض عين! أو إن الست لو ما جابتش فستان فرح مش حتعرف تخلف ! أو الراجل لو ماجبش عربية طويلة من أم 10 أبواب دي حيكره مراته فجأة زي اللي معموله عمل!".



ليست المشكلة في احتفالية الزواج فهي شيء لابد منه بل هي أمر جيد إن تمت بصورة صحيحة توفر الجو السعيد المريح للعروسين حتى يحتفلا باجتماعهما هذا مع الأهل والأصدقاء، ولكن ليس هذا ما يحدث، فقد تحول الأمر إلى عبء أكثر منه مصدر للسعادة، كما أن المبالغ التي تنفق على الحفل بغض النظر عن القدرة المادية للعروسين أو مستواهما لم تعد مقبولة عقلياً! لا يمكن لأحد أن يقنعني أنه من حقك أن تنفق مبالغ ربما هي بقدر المبالغ التي أنفقتها على تجهيز بيتك بالكامل فقط من أجل بضع ساعات! أو حتى مبلغ يمكن أن يساعدك في حياتك وتبدأها براحة ويسر بدلًا من أن تبدأها مديوناً لهذا وذاك.

"وبعدين أنا عايزة أفهم مين اللي فهمنا إن البرايد ميدز دي حاجة طبيعية في الأعراس!!! وخلاص كل فرح لازم تلاقي فيه طقم البنات اللي لابسين نفس الفستان وبيتصوروا مع العروسة!" صدقاً من افتكس هذه العادة الغربية التي هي أصلاً ليست من عاداتنا ناهيك عن أن العرس كله بتفاصيله هذه ليس من ثقافتنا! "كله مستورد والله!". ثم أن الفتيات للأسف يأخذن وقتهن للبحث عن كل تفاصيل الأفراح الصغيرة من المواقع والمجلات الأجنبية كأنها تقيم زفافها في نيويورك، وتجد أمها ومن حولها من صديقات يؤدين وظيفة الزّن والتوجيه حتى تطلب من زوجها كل ما يمكن طلبه قبل العرس لأنه الفرصة الأخيرة للقضاء على ذمته المالية..

وحتى يكون كلامي مفيداً ويتخطى حدود الشكوى سأقدم لكم نماذج لمن تخلى عن أفراح بالفعل، "آه والله الناس ماعملتش فرح وعايشة عادي ما ماتتش". وأبدأ بنفسي فنحن لم نقم عرساً تقليدياً واكتفينا بإشهار العقد وحفلة صغيرة للأصدقاء في المنزل، وأعرف من أقامت حفلة لصديقاتها وانتهى الأمر على ذلك، وهناك الكثيرون الآن ممن يلغون فكرة العرس ويكتفون بالعقد كبديل للعرس أو يقيمون حفلة عائلية صغيرة بعده في المنازل "واليوم كله يخلص على 7:30 من 3 الفجر"!. أعرف ممن وفر نقوس العرس من تبرع بها، أو بدأ بها مشروعاً خاصاً أو سافر بها إلى مكان جيد، وهناك الكثير من الاحتمالات الي يمكنك أن تستفيد من خلالها بهذه النقود بدلاً من إحراقها في ليلة واحدة وعدة ساعات وفستان وبدلة.

كل ما أريده من الحديث هنا هو متابعة ما كنت أردده طوال المقالات السابقة، أن نتخلى أن الماديات المظاهر المفرطة "ونحسبها صح ماحدش يغصبنا على حاجة بس عشان المفروض نعمل كده، والناس عايزة كدة". المفترض أن يكون العرس والشبكة هدية العريس لزوجته والهدية ليس الأصل فيها التحديد، "يعني المفروض يجيب على قد ما يقدر وزي ما هو حابب يهدي مراته من غير تدخل الأهل ولا غيرهم"، ولكن الأمر تحول للأسف إلى حلبة صراع أخرى، "وكل طرف في الزواج بيشوف التاني جاب إيه وماجبش إيه وبيخلصوا من بعض، وكأنه مشروع محل خضار مش زواج". أعرف أن مواجهة المجتمع والعائلة يمكن أن تكون صعبة، ولكنها ممكنة إن عرفنا ماذا نريد وكيف نحققه. "وياريت يا بنات تقدروا نفسكم أكتر شوية"، ليست القضية في ثمن الشبكة وحجم العرس بأنت لست سلعة بثمن، أنت إنسانة المفروض أنك لا تقدرين بالمال والذهب، بل التقدير والمعاملة الحسنة والحب خصوصاً إن وجدت ذلك من زوج المستقبل، وأقلكن مهراً أكثركن بركة.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق