الصفحات

الأحد، 16 نوفمبر 2014

زوجة و أم .. و الطبيب النفسي

كانت هذه رسالة فتاة متزوجة مع العلاج النفسي و كيف غير الأمر حياتها تمامًا 

===========================



بعد أن أتممت عامي الثالث من الزواج  و الثاني في الامومة ..وتزايد المسؤوليات يومًا بعد اخر .. فأن اكون عصبية  هو امر اعتيادي في منزلنا  …  ولكن لم يتوقف الامر عند العصبية ..  فقد كنت محبطة ومكتئبة  .. أصبحت لا أطيق أعمال المنزل  ، حتى كنت أتخيله سينطق مما به جراء إهمالي .. الغرف فوضوية و تتراكم الاطباق بالحوض.. حتى لجأت اكثر من مرة للاستعانة بالادوات البلاستيكية لعدم وجود صحون نظيفة .. تمر ايام دون أن يجد زوجي قميصًا نظيفًا ليلبسه .. أما ابنتي فهي قصة اخرى .. فاصبحت لا أطيق سماع صوتها .. ولا حتى لمستها لي ..  تطورت الامور بيننا حتى اني كنت اضربها دائمًا لأقل سبب  .. لجأت لوالدها ولم تعد تطيقني … ضاعف من إحساسي بالضيف و الوحدة و الحنق وجودي في بلد عربي يكره المرأة ؛ فلابد من وجود زوجي معي لأفعل أي مشوار و لو صغير و هو للأسف مُنهك دائمًا - كان الله في عونه - و يعود يوميًا متأخرًا من عمله . ولم يقتصر الامر على  هذا  بل تطور الامر للتعب الجسدي .. افتح باب الغرف وانا اتالم من يدي .. حتى عندما اسقطت إبنتي  سهوُا هاتفي على الارض .. ولم استطع أن أفعل لها أي شئ .. كتمت عصبيتي بداخلي. .لاجد في لحظتها أن كتفي وذراعي و يدي يصرخوا من الألم . 
عندها  قررت اإتخاذ خطوات فعلية لتطبيق نصيحة صديقاتي باستشارة احد المتخصصين فقد خرج الأمر عن السيطرة النفسية و أصبح الألم الجسدي حقيقة ملموسة مؤلمة .




توجهت لاحد المراكز المشهورة في المنطقة للاستشارات الاسرية وقابلت طبيبًا متخصصًا .. تشخيصه كان بان حالتي تحتاج تدخل دوائي مع الجلسات الاستشارية .. ونصحني ببعض النصائح التي تُحَسِّن من الحالة المزاجية والتي يجب ممارستها عامة  والتي تتلخص في 6 نقاط 
اولا : ممارسة الرياضة يوميًا على الاقل لنصف ساعة 
ثانيا : التعرض للشمس لمدة ربع ساعة يوميا حتى ولو كانت على فترات متقطعة 
ثالثا : الاستحمام اليومي 
رابعا :  تغيير الاضاءة الصفراء الى بيضاء قوية  .. وتجنب الجلوس في الظلام أو ضوء خافت . 
خامسا : عدم تمضية  اكثر من 3 ساعات يوميا على الاجهزة الالكترونية ( تاب - لاب - محمول ...)  
سادسا : الممارسة الزوجية مرتين على الاقل اسبوعيا .
ثم حولني لطبيبًا دوائيًا .. الذي قد كتب لي مهدئ للعصبية .. ومضاد للاكتئاب  .

لم يمر اكثر من اسبوع حتى بدأ تأثير المهدئ يظهر جليًا .. صحيح أنه جرعة صغيرة جدا و مستمرة عليها حتى الان ولكن لها اكبر الاثر في تحول علاقتي مع صغيرتي .. اما مضاد الاكتئاب فمازلنا نظبط الجرعة ، فقد زادت الجرعة من مرة لمرتين يوميًا كي يظهر تأثيره .

 يتخوف الشخص من توقف العلاجات الدوائية  و لهذا يحججمون عن التجربة من أساسها .. ويتحدثون أن الامور ترجع مثل السابق بعدها أو تزداد سوءًا .. فأتذكر صديقتي عندما كانت تبسط لنا المرض النفسي بمرض مزمن مثله مثل السكر .. لن تأخذ علاج له فينتهي المشكلة للابد ولكن كل فترة واخرى قد تؤدي بك ضغوط الحياة لعدم الاستقرار النفسي .

لن يحل لك الدواء اي من مشاكلك الموجودة .. ولكن استطيع ان اقول انه يصفي ذهنك لتري حقيقة مشاكلك ومدى ضعفها  او قوتها الحقيقة حتى تستطيعي ان تجدي بنفسك حلولًا  لها و أنها مشاكل قابلة للتعايش معها و لن تجعلك توقفي الحياة مثلما كنت تتخيلين سابقًا .
 
وسأتحدث معك عن تجربتي الحقيقة ومدى التغيير فيها على مدى 4 شهور حتى الان 
مشكلتي الرئيسية والتي جعلتني اتخذ خطوة للعلاج كانت ابنتي ذات العامين .. طفلة بريئة تحب اللعب و الاستكشاف و تعتبر هادئة في نظر جميع الامهات !!

لم اكن استمتع بأي لحظة معها فعليا .. كنت أحاول طول الوقت اسكاتها وابعادها عني  .. وصلت لمرحلة من الاذى النفسي لها .. مرحلة تمشيطها كانت عذاب فعلي لي .. ما إختلف انه خلال مرحلة العلاج وحتى الان .. اصبحت استمتع باللعب معها ..  وتوصلت لأن اقسم وقتها بيني وبين الحضانة .. مما يعطيني فرصة للاشتياق لها و الرغبة في الجلوس معها .. نستمتع ليلًا بقراءة قصة قبل النوم .. نتعلم صباحًا تحضير كوب اللبن الخاص بها .. أو الفرق بين الطعام قبل وبعد طهوه .. نلعب ونمرح معًا .. لا اكذب عليكم واقول اني لا اتعصب نهائيا و لكن في المراحل الطبيعية و على فترات متباعدة 
كان هذا التأثير الإيجابي علي إبنتي ... 

اما بالنسبة لزوجي .. فقد كنت محترفة إختلاق المشاكل له من لا شئ .. أو أن تسبب كلمة منه طبيعية جدًا  قد لا تزعج أحد في الظروف الطبيعية ، تؤدي بي أن أفكر في انهاء تلك الزيجة تماما ..

 لم تكن لي الرغبة حتى في الاعتناء بملابسه وطعامه بالرغم من حبي له  ..
 يستغرب زوجي حاليًا من انه يجد جميع ملابسه مغسولة .. وقمصانه مكوية لأسبوع قادم .. يأتي من الخارج ليجد غدائه قد حضر بالفعل !! .. إنه فعلا حدث عظيم في منزلنا :)

أما منزلي فهو قصة اخرى تماما .. لم أكن اتحمل البقاء فيه  .. ودائما اراه سيئا للغاية .. ولهذا فلم يكن يستحق مني عناء ترتيبه .. بالعكس فانا اريد ان ارمي كل الفرش و اشتري جديدا !! .. بعد يومين فقط من بداية العلاج .. اكتشفت اني احبه  جدًا .. وبدأت اهتم بتنظيمه وترتيبه كله .. لم يصبح كما أريد حتى الآن ولكن انا مازلت مسيطرة على الوضع العام من النظافة ..  لم يعد حوضي يبكي من اطباقه و تصاعد الروائح الكريهة منه :D 

اما انا .. فقد احسست اني قد تغيرت .. فعلا لم أعد كالسابق .. لم أعد تلك المرأة التي توقفت كل حياتها من أجل ان تستعيد  نفسها  وتعمل .. لم أكن افكر في شئ غير اني اريد أن أعمل .. و ما إن بدأت حتى سأمت منه و فشلت فيه !!! أما الأن فقد اصبحت حاليا أحب مملكتي وبيتي ..  ووجدت أن سارق وقتي الاعظم   هو " الفيسبوك " وقررت تركه بعد أكثر من 8 سنوات من ادمانه فعليا ..تركت جميع الطاقات السلبية التي كان يبثها داخلي ..  لن استطع ان اشرح كم كانت تلك الخطوة اكبر الاثر في تغييري .. نعم ليس الدواء هو التغيير الحقيقي  … ولكن  هو السبب في صفاء ذهني لأفكر مرة اخرى في طريقة حياتي وما تحتاجه مني الى تغييره سواء علي مستوي السلوك أو حتى الأفكار  .

صدقًا أنصح كل زوجة وأم و فتاة تجد نفسها تفقد السيطرة على حياتها و لديها الاحساس بعدم التوازن النفسي ان تلجأ الى استشاريين قبل تفاقم الازمات .. قد تكون مشكلتها لا تحتاج اكثر من استشارات وجلسات حوارية لتضع يدها على المشكلة و حلها .. قد تكون حالتها تحتاج لمرحلة من الدواء لفترة معينة لتستطيع ان تعيد السيطرة 
لا تخشي الطبيب النفسي .. فهو موجود لمساعدتك


=============
روابط مهمة : الدواء النفسي بين الرفض و القبول 

هناك 3 تعليقات:

  1. ايه اسم المركز اﻻسنشاري من فضلك ؟

    ردحذف
    الردود
    1. مركز المطمئنة الطبي . الرياض
      و الرابط المرفق في آخر المقال عبارة عن مقال للطبيب اللي قدم علاج دوائي للمشكلة دي

      حذف