بقلم : أحلام مصطفى
هناك أيام تمر وكأن الوقت لا ينقضي،
والساعة تقف عند ذلك التوقيت الذي نريد له أن ينتهي. أعمال المنزل المتكررة التي
تثير الملل، والأخبار القاتمة الآتية من الخارج، وقد يشاء الله أن تمرضي أو يمرض
زوجك أو أحد أطفالك فتغدو الحياة أكثر تعقيداً لعدة أيام متتالية. تحسين في آخرها
وكأنها لن تنتهي وكأن الحمل الثقيل لا يريد أن يخفف عنك ولو قليلاً حتى تتمكني من
استجماع بعض من القوة وشيء من الأنفاس العميقة التي تمكنك من المضي قدماً.
"يعني الأيام اللي بتبقي قرفانة مش
طايقة نفسك ولا أي حاجة حواليك وبتتمني لو كان معاك قدرات هاري بوتر وباتمان وسوبر
مان وكل الأبطال التانيين عشان تقدري تعملى اللي وراك بأقل مجهود.. وآخر حاجة بتبقي
محتجاها حمل إضافي من المجتمع والناس ولوازم العلاقات البشرية اللي غالباً بتختار
أسوأ الأوقات عشان تطلع المستخبي وتكرهك في البني آدمين".
عزيزتي، كلنا مررنا
بهذه اللحظات.
لكن الله بطريقة ما يرسل مدد من عنده، وتمر
الأيام بصورة أو بأخرى، وتنتهي المحنة وتجدينها في مؤخرة رأسك كأنها ذكرى بعيدة لم
يبتقّ منها إلا الشيء القليل فيما أنت منهمكة فيما لحقها من أحداث. "وبعدين
لما حد يسألك عن أصعب اللحظات تقوليله والله الحمدلله مستورة وزي الفل ومافيش
أيتها حاجة". البعض ربما يبذل مجهوداً في التذكر أو حتى اختراع بعض الأحداث
المؤسفة والحوادث المنغصة لأنها طبيعة النساء التي تميل إلى الشكوى وحياة الدراما
ولعب دور الضحية. ولكن النساء اللواتي لا يملكن رفاهية مثل هذا السلوك، أو اللواتي
لسن بحاجة لذلك النوع من الاستجداء المعنوي غالباً ما يقلبن صفحة الأيام الصعبة
ونادراً ما يذكرن أياً منها.
أعرف أن عدداً من النساء يفقدن أفضل صفاتهن
بسبب تلك الأيام الصعبة، ومع مرور الوقت ينسين كيف كانت الحال قبل الدخول في تلك
الدوامة، وكيف تحولت كل الأيام إلى أيام صعبة، وهي ليست كذلك بالضرورة ولكن لأننا
في بعض الأحيان ننغمس بشدة فيها نفقد القدرة على تجاوزها وكأنها باقية معنا إلى
الأبد، وتصبح هي الأصل والواقع وما عدا ذلك هو الاستثناء وتتحول الحياة بحق إلى
كومة من المنغصات وحالة النكدّ الدائم التي يتحدثن عنها. ولكن علينا أن نحاول قدر
المستطاع في تلك الأوقات أن نتذكر أن العبرة في طريقة التعامل مع الأذى وليس فقط
في تجاوزه بأي صورة.
تلك الأيام ستمر وستأتي غيرها الكثير، وستأتي
أيضاً أيام لطيفة وأخرى عادية، ولكن ما لم نتعلم كيف نتحكم في تأثير الأوقات
الصعبة علينا فنحن لن نتمكن أبداً من ملاحظة كل شيء آخر يحدث حولنا وستنقضي كلها
متشابهة. لسنا ملائكة سنحتاج لأن ننهار في بعض الأوقات، وربما ننكسر في أوقات أخرى
ونضعف تحت الضغط، ولكن العبرة تكمن في معرفة متى نتوقف ونعاود الوقوف من جديد.
"ماتخليش ضعفك هو اللي يحدد طريقة حياتك، خلي كل جزء فيه قوة ونفس هو اللي
يسيطر أكبر وقت ممكن، لأننا كده كده حنمر بوقت ننهار فيه، بس المهم مايكنش كل
الوقت".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق