هل يسبب التلفزيون التوحد أو طيف توحدي؟

كأم كنت أمقت تلك النظرة البلهاء التي ترتسم على وجه ابنتي وهي تشاهد التلفزيون وأناديها فلا ترد علي إلا بعد أن يرتفع صوتي أو لا تتفاعل معي بسبب انشغالها بالرسوم المتحركة التي باتت لا تتوقف عن التحرك في شاشة التلفزيون ليل نهار بسبب القنوات المخصصة كليا للأطفال، وهذا ما دفعني للمزيد من البحث عن كيفية استخدام هذا الجهاز الذي بدأنا كأمهات في الآونة الأخيرة اعتباره جليسة أطفال إلكترونية لأطفالنا إلى أن ننتهي من كل أعمالنا التي لا تنتهي في هذا العالم عندما بحثت وجدت نصائح كثيرة فيما يخص مشاهدة التلفزيون للأطفال وعدد الساعات وفقا لكل مرحلة لكن أكثر ما لفت انتباهي هو مصادفتي مرتين لنصائح من شخص خبير في التربية والآخر طبيب نفسي للأطفال عن ارتباط المعدلات المرتفعة لمشاهدة التلفزيون بأعراض التوحد وعندما بحثت في المواقع الأجنبية وجدت هذه الدراسة التي قمت بتلخيصها واختصار أهم ما جاء فيها هنا:

ملخص الدراسة:

يسود الاعتقاد بأن خلل التوحد سببه في الأساس خلل وراثي أو جيني لن مع ارتفاع معدلات الإصابة بهذا الخلل في العقود الثلاثة الأخيرة اتجه الباحثون إلى طرح احتمالات أن تكو البيئة المحيطة بالطفل والمؤثرات الخارجية لها يد في الإصابة بهذا الخلل
التوحد هو خلل تتضح أعراضه في الطفولة المبكرة وتتركز بوضوع في التفاعل والتواصل  الاجتماعي سواء بقصور فيه أو تفاعل غير طبيعي بالإضافة إلى الارتباط والاقتصار على أنشطة أو اهتمامات بعينها
(من أعراض التوحد الأخرى: ضعف أو انعدام استخدام اللغة - عدم القدرة على التعامل مع الأطفال أو الأشخاص - الحساسية المفرطة تجاه الضوضاء - صعوبة تقبل أي تغيير في الروتين - ضحك أو بكاء بطريقة غريبة - انعدام الشعور بالخطر - النشاط المفرط أو الخمول الزائد - الحسايسية المفرطة تجاه اللمس أو عدم الاستجابة للمس - الارتباط المفرط بالأشياء - نقص الاتصال بالعين)

عندما أراد الباحثين اكتشاف مدى صحة هذا الطرح "التلفزيون قد يؤدي للإصابة التوحد" كان عليهم أن يثبتوا أن مشاهدة التلفزيون بمعدلات ما هي التي تؤدي للإصابة بالتوحد وليس أن الشخص المصاب بالتوحد يميل إلى الإكثار من مشاهدة التلفزيون لذا قاموا بالتوصل لوسيلة وهي "التجربة الطبيعية" أي دراسة حالات موجودة بالفعل ودراسة الظروف المحيطة بنشئتها

حدد الباحثون عاملان لدراسة حالات التوحد وارتباطها بالتلفزيون:
الأول: هو المناخ والطقس السائد في مناطق معيشة الأطفال
 ثانيا : وجود اشتراك تلفزيون في البيت

اختار الباحثون في أمريكا عدة ولايات لتكون محل البحث جزء من هذه الولايات يتعرض لهطول أمطار غزيرة أغلب أوقات السنة والجزء الآخر يتمتع بجو صحو أغلب الوقت وبدءوا في دراسة معدلات التوحد في كل ولاية وبالفعل وجد الباحثون ارتباط يكون وثيقا بين ارتفاع معدلات الاصابة بالتوحد وبين الولايات المطيرة  وذلك لأن الأطفال يمكثون في أماكن مغلقة أغلب الوقت وبالتالي يكونون عرضة لمزيد من مشاهد التلفاز والتعرض للشاشات عموما

لكن قد يمكث الطفل في المنزل ولا يشاهد التلفزيون لذا وضع الباحثون العامل الثاني وهو "الاشتراك في خدمة البث التلفزيوني" ووجدوا أنه لكما زادت معدلات الاشتراك في الخدمة كلما زادت معدلات التوحد في تلك الولايات.وتوصلوا للنتيجة النهائية أن 38% من حالات التوحد تكون بسبب المعدلات المرتفعة لمشاهدة التلفزيون في مرحلة الطفولة المبكرة خصوصا قبل أن يتم الطفل العامين من عمره.

وينصح الخبراء بعدم تعرض الطفل لمشاهدة التلفزيون نهائيا تحت سن العامين وألا يزيد معدل المشاهدة اليومية لمن هم فوق العامين عن ساعتين يوميا وأن يتشارك الأبوان أو أحدهما المشاهدة مع الطفل ويناقشان الطفل فيما يشاهد وأن يختار الأبوان برامج بعينها لا أن تكون مشاهدة مفتوحة بلا تحديد.

هذا ملخص للمخلص ولم أشأ الاثقال عليكم بكثرة الكلام لكن أحببت مشاركة هذه المعلومة معكم لعلنا نتجنب أخطاء الآخرين وندعو الله أن يحفظ أبناءنا من كل شر وسوء.

رابط ملخص الدراسة: http://www.nber.org/bah/winter07/w12632.htmlرابط الدراسة كاملة: http://www.nber.org/papers/w12632.pdf?new_window=1رابط توصيات معدلات المشاهدة للطفل: http://www.babycenter.com/2_is-it-okay-for-a-baby-or-toddler-to-watch-tv_10367148.bc

مصدر الصورة: 

http://www.rodale.com/how-do-you-get-autism