كتب الأطفال والقراءة للطفل (تجربة عملية)

نخطئ أحيانا كثيرة حين نظن أن القراءة هواية أو أمر اختياري في حياة أطفالنا يمكن أن يتجهوا له أو لا. القراءة هي جزء من تربية أطفالنا وأحد مسارات تشكيل شخصيته لذا ينبغي بذل الجهد في تعويد الطفل على القراءة منذ نعومة أظافره واختيار الكتب والقصص الشيقة له بعناية حتى وأن يكلفنا هذا الأمر جهدا ومالا لأنه بالفعل يستحق وسنجد ثمرته في أطفالنا طوال حياتهم.

والسؤال دائما ما يكون: ما هو العمر المناسب لإحضار كتاب لطفلي؟ صدقي أو لا تصدقي من عمر شهر!! لكن المتعة الحقيقية تبدأ بعمر سنة أو أقل قليلا عندما يزيد تفاعل الطفل مع الصور ويحاول الإشارة بإصبع على الصور وتذكري دائما أن الطفل في تلك السنين الأولى يؤسس لغته ويلتقط منك وممن حوله وسيلة تواصله مع هذا العالم في المسقبل لذلك فإن القراءة معه وله مهمة للغاية في تطور لغته.

هنا سأنقل تجربتي الشخصية وأقتراحات الكتب المناسبة حسب المرحلة العمرية:

بداية ألفت الانتباه إلى أن الحل السحري للمواظبة على القراءة هو تخصيص وقت ثابت لها أثناء اليوم ولم نجد وقتا أكثر تحديدا وثباتا من وقت قبل النوم وأصبحت القراءة قبل النوم طقسا مقدسا لدى ابنتي قلما تنازلت عنه .. لا تستهيني بتلك الأوقات فإنها تساهم في تربية طفلتك وتشكيل شخصيتها.


بدأت مع طفلتي بالكتب الكرتونية المقواه التي تحتوي كلمة واحدة في الصفحة لكن نظرا لأنها كتب أجبنية فلم أشأ أن تتعود ابنتي على شكل الكلمة بالإنجليزية قبل العربية لذا وضعت ملصق على الكلمة وجعلت الكتاب صورا فقط دون كلمات وأحيانا كنت أكتب الكلمة بالعربية على الورقة التي لصقتها، أفتح الكتب معها وأكرر عليها الكلمة وأنا أشير للصورة وأحيانا أغني أغنية صغيرة للكلمة إذا كنت أحفظ واحدة تناسب الصورة، هذه الكتب متوفرة في محلات التعليم المرح وبعض المكتبات الكبيرة وبالطبع في معرض الكتاب.

انتقلنا بعدها في عمر العامين أو أقل قليلا تقريبا للكتب التي تحتوي على قصة بسيطة وصغيرة ووجدنا في معرض الكتاب كتبا صغيرة يحتوي كل كتاب على عروسة يمكن أن ندخل إصبعنا فيها من الوراء ونحركها مثل مسرح العرائس وهي الشخصية الأساسية في الكتاب فكانت فكرة رائعة ومسلية جدا

وجدنا أيضا عدة إصدارات من دار الشروق للأطفال مميزة وأسعارها معقولة وبدأنا بسلسلة صناديق فيزو التعليمية، الكتب رسوماتها مبهجة وكلماتها قليلة

أيضا كتاب تعلم الحروف العربية "حروفي الجميلة" لنفس الدار كان ممتعا للغاية ويقدم الحروف وكلماتها بشكل قصصي ممتع ومبسط جدا في الوقت نفسه فمثلا يبدأ بحرف الألف وتحته جملة ألف أسد يمشي مع بطة ثم ينتقل للصفحة التالية باء بطة تأكل تفاحة وهكذا باقي الحروف بحيث تكون الحروف سلسلة مترابطة وقد ساعدت هذه الفكرة ابنتي كثيرا في حفظ الحروف وتذكرها.

أيضا كتب الأطفال الأجنبية المترجمة تكون بها أحيانا كثيرة كتبا كثيرة ممتعة وجاذبة ويمكن العثور عليها بسهولة أثناء معرض الكتاب حيث تكثر دور النشر اللبنانية وأحد أمتع الكتب التي اشتريتها هو الكتاب المطوي الذي يتكون من ثلاث صفحات بدل اثنين.

هذا عندما يفتح على صفحتين فقط

هكذا يكون شكله عندما نفتح الثلاث صفحات

عندما تطورت ابنتي وكبرت قليلا وبدأت تجلس لتستمتع إلى قصة كاملة بدأنا بقصص سلسلة الفراشة وهي صادرة عن دار لبنانية اسمها "مكتبة لبنان ناشرون" ووجدناها في معرض الكتاب وهي سلسلة تتبع طريقة المستويات في القراءة بحيث يكون المستوى الأول جمل قليلة وقصيرة وتطول شيئا فشيئا مع المستويات الأعلى.

أيضا بدأنا في إدخال القصص الدينية وبدأنا بالسلسلة الجذابة التي أخرجتها الشروق "أحسن القصص" تأليف أحمد بهجت ورسوم حلمي التوني أسلوبها سلس وبسيط ورسومها تبدو كأنها فلكورية مليئة بالزخرفة والألوان لكن للأسف لم يصدر منها قصص كثيرة في حدود خمسة أو ست قصص تقريبا لكن ابنتي ارتبطت جدا بها.

أيضا كانت لنا تجربة مختلفة مع القصص ذات الحجم الكبير الضخمة لكن لم نشعر بميزة كبيرة فيها ولم تكن عملية في القراءة قبل النوم على السرير لكن من الممكن بالطبع أن ينجذب لها طفلك فالأطفال أمزجتهم تختلف (وضعت عليه كتاب حجمه صغير لأوضح الفرق في الحجم)

بالطبع كل ما جاء هنا من كتب وسلاسل هي اختيارات ذاتية بحتة واجتهاد شخصي لكن أحببت أن أشارككم التجربة علها تكون مشجعة لكم. المهم أن تعطوا للأمر مزيد من الوقت والجهد والمال.

في المرة القادمة بإذن الله سنعود لدليل إسبورن مع فصل جديد بعد أن انتهينا من فصل الأعمال الفنية... تابعونا