المشاركة الرابعة من صديقة المدونة : رواء مصطفى
*مراهقة و مراهقون ... السلسلة معتمدة بالكامل على محاضرة حضرتها للدكتور أحمد الخليفة ، مدير المركز الإسلامي بميونخ ، و الذي تفضل مشكورا بتخصيص محاضرتين لتناول كيفية التعامل مع المراهق في هذه الفترة من عمره ، و خاصة التعامل معه في بلاد الغرب ، فجزاه الله خيرا على ما أفادنا به و جعله في موازين حسناته.
مرحلة المراهقة .... هي مرحلة عمرية تأخذ فترة زمنية طويلة ، يكون فيها للصبر و التحمل من قبل الوالدين النصيب الأكبر ، و ذلك حتى لا تصل إلى مرحلة انفلات الأمور ، و الوصول لمرحلة " بعد فوات الأوان "
كما أنها بمثابة القنطرة التي يعبر عليها المراهق من طفولته بكل ما فيها من صعوبات و إعتمادية على الغير ، إلى رشده و نضجه بكل ما فيه من قدرات و استقلالية و تحمل للمسؤولية .
حيث يشعر المراهق في هذه المرحلة بأنه يقف في المنتصف بين عالمين ، غريبًا على عالم الطفولة ، الذي أصبح يشعر فيه بالملل و ينظر إليه على أنه أقل من عقله و قدراته ... غير مُرحب به في عالم الكبار ، الذين يشعرونه بالنقص و عدم الحكمة ، و عدم النضوج الذي يؤهله للإنضمام إلى عالمهم ، فلا يقبلونه بينهم ، و لا يجد نفسه معهم ... فيقف حائرا إلى أي العالمين ينتمى هو ، أم إلى عالم ثالث يتقبله كما هو .
مراهقة
هي في اللغة تأتي من رهق (ر, هـ , ق ) ، و الذي يحمل إحدى المعنيين :
1- لحق - دنا - اقترب و هو يعبر عن اقتراب اغلام من سن النضج و الرشد و دخوله إلى عالم الاعتماد الكامل على النفس و تحمله للمسؤولية و اتخاذه للقرارات بشكل يعتمد فيه على نفسه بشكل مطلق
2- تعب -أتعب فهي مرحلة متعبة له ، و بسبب تعبه هو فيها ، فيتعب من حوله معه
و المراهقة : هي الاقتراب من النضج الجسمي و العقلي و النفسي و الاجتماعي ، و لكنها ليست النضج نفسه ، و إنما المرحلة التي يتطلبها الفتى ليصل إلى النضج الكامل ، و التي قد تصل إلى عشر سنوات كاملات ، و التي تبدأ مع سن الثانية عشر و تمتد حتى سن الحادية و العشرون .
و لا نستطيع أن نقول أن المراهقة هي البلوغ ، فهناك فرق بينهما ، فالبلوغ هو : قدرة الغلام على الزواج ، و اكتمال اوظائف الجنسية عنده ، في حين أن المراهقة فهي تشير إلى التدرج محو النضج الجسمي و العقلي و النفسي و الإجتماعي .
فالبلوغ هو جانب واحد من جوانب المراهقة ، و هو يسبقها زمنيا ، فهو من أول الدلائل على دخول الطفل مرحلة المراهقة .
إذن ما الذي يمكن أن يؤثر في المراهق ؟؟
هناك عدة عوامل مؤثرة تتحكم في التغييرات التي تطرأ على الطفل في مرحلة المراهقة ، قد يختلف الناس في ترتيبها ، أو أهمية عامل من العوامل على العامل الآخر ، إلا أنها جميعا تتحكم في حال المراهق في هذا العمر :
1- الفطرة التي فطر الله عليها الإنسان
2- صبغة المجتمع : و تأثيره ، كعامل مؤثر أساسي يقضي الطفل غالبية وقته فيه.
3- التربية الأسرية : و ما يزرعه الأهل من أخلاقيات ، و مبادئ و صفات ، و تصرفات ، و يدخل فيها تصرفات الأهل ذات أنفسهم و تعاملهم مع الطفل على مدى عمره.
4- التربية الدينية : مع الوضع في الاعتبار أن أهمية الدين تختلف عند الطفل عن الكبير ، فالدين عنده لم يصل لمرحلة الأهمية الاولى أو القصوى للطفل كعامل يدخله في اعتباره ، أو يرجع تصرفاته إليه .
كانت المحاضرة بعنوان : أنا مراهق فارحموني !!
لماذا اختار المحاضر هذا العنوان ؟؟
لأنه يعبر عن :
1- صرخة يسمعها مطلقها فقط : و هو المراهق ، فهو يعاني صراعا داخليا ، لا يشعر بهذا الصراع إلا هو
2- واقع يغيب فهمه :
من حيث ثقته في نفسه ، و في ذات الوقت شكه في قدراته
ما هو مقدار المسؤولية الخارجية التي يستطيع أن يتحملها
يواجه منكرات متعددة ( تدخين ،خمر ، مخدرات ، زنا ) و يتطلب ذلك إن أحب البعد عنها ، أن يكون صاحب إرادة قوية ، و ثقة عالية في النفس .
3- مسؤولية مشتركة في رسم الحدود : يشترك فيها الأهل و المراهق سويا
4- و جعل بينكم مودة و رحمة :
ذكر تعالى " بينكم " و ليس " بينكما " ، فهل تتوقف المودة و الرحمة على الزوجين ، أم أنها تنشأ بينهما ، ثم تنبعث منهما لتشمل الأهل و الأبناء .
يتبع .....
شكر خاص لد. أحمد الخليفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق