الصفحات

الأحد، 16 مارس 2014

مراهقون و مراهقة 2

المشاركة الخامسة من : رواء مصطفى 


*مراهقة و مراهقون ... السلسلة معتمدة بالكامل على محاضرة حضرتها للدكتور أحمد الخليفة ، مدير المركز الإسلامي بميونخ ، و الذي تفضل مشكورا بتخصيص محاضرتين لتناول كيفية التعامل مع المراهق في هذه الفترة من عمره ، و خاصة التعامل معه في بلاد الغرب ، فجزاه الله خيرا على ما أفادنا به و جعله في موازين حسناته.



فترة المراهقة .... هي أصعب المراحل العمرية سواء على صاحبها المراهق ، أو أهله و من يتعامل معهم بشكل يومي ، و هي فترة حساسة و حرجة ، يحدث فيها العديد من التغيرات السيكولوجية ، و الهرمونية ، و هي الفترة التي تمثل الخوف الأكبر عند كل أب و أم على أبنائهما .

قد تؤثر فترة المراهقة سلبا على المراهق ، فمنهم من قد يصل به الأمر إلى فقدان تعليمه ، أو صحته ، و ربما يصل الأمر إلى فقدانه حياته ، و ما يساعد على ذلك ، سهولة تعرضه لحالات اكتئاب و تغيرات في نفسيته ، مع ما يصاحبه من أرق و تعب ، و تغيرات لا يفقه لها سببا ، و علينا كآباء أن نعي أن أبناءنا قد كبروا ، و أصبح لديه القدرة الكافية للتكيف مع حياته و متغيراته بالطريقة التي يريدها ، فلا نزيد من متاعب فترة المراهقة بمراقبة فجة له ، و ل محاولة فرض رأينا و تجربتنا الخاصة عليه .
لا يعني ذلك أن لا نتابعهم ، بل نتابع من بعيد ، لنستطيع التدخل في حالة تضخم الأمور ، و لكنها متابعة ل تولد النفجار لدى الابن أو الابنة .


حيرة و صبر

و لأن فترة المراهقة هي من أكثر الفترات تأزما في حياة الانسان و أهله ،و لأن الأبناء يظلون في عيون آبائهم دائما أطفالا ، ليس ذلك فحسب ، بل هناك من الآباء من ينكر مظاهر هذا البلوغ و يرفضه ، هو ما زال يريد طفله الصغير ، و لا يريد أن يشعر ببداية انفصاله عنه ، و ابتعاده في طريقه و حياته الخاصة به ، مما يسبب للمراهق حيرة و تعبا مضاعفا .
فمن جهة يشعر المراهق بتغيرات عديدة تحدث له ، جسدية و نفسية ، و في نفس الوقت يجد رفضا عند الأهل للقبول بها ، و رفضهم لتغيير طريقة تعاملهم له ، فلا يصل الأهل إلى حل تلك المعادلة الصعبة في هذه الفترة الحرجة ، من النجاح في تكوين شخصية أبنائهم و مساعدتهم على انضاجها و اكتمالها ، مع عدم التعدي على قراراته و اختياراته ، و في نفس الوقت ، مساندة ابنائهم بالنصح و الارشاد الذي لا يشعر معه الابن ، بانه ملزم باللأخذ به ، أو الاستماع إليه.
مما يستوجب ذلك على الوالدين ، التحلي بالصبر الشديد، و محاولة احتواء ابنهم أو ابنتهم المراهقة ، مع فتح باب التحاور دائما و الحرص على عدم اغلاقه أبدا في وجوههم، و سيجد الآباء أن سلوك أبنائهم ينتظم و يتشكل تدريجيا ، و لكن هذا الانتظام و التشكل بحاجة إلى الوقت الكافي له ، ليصل إلى شكله و اكتماله النهائي، و لا يأتي ذلك إلا بالصبر الكافي و محاولة التفهم من الوالدين.

ما الذي يحدث للمراهق؟

يبدأ نموا متنوعا للمراهق في آن واحد ، يمكننا أن نعتبره نوعا من النمو البركاني ، حيث يبدأ معه نموا في عقله و فكره و و جسمه و ادراكه و انفعالاته و مشاعره .
فينمو الجسم من الداخل فسيولوجيا و هرمونيا و كيماويا و ذهنيا و انفعاليا ، و من الخارج و الداخل في آن واحد عضويا ، فيبدأ الجهاز التناسلي في اكتمال نضجه ، و يبدأ بروز الثدي عند الفتيات ( وهو من أسباب الانزعاج الكبرى لدى الفتاة في بداية سن المراهقة ) ، كما يبدأ تغير طبقة الصوت عند الفتى ، مع نمو الشارب و الذقن ، مع عدة تغيرات مختلفة .

و يمكننا تقسيم تغيرات تلك المرحلة إلى
- تغيرات جسدية : تتمثل في تغير الهرمونات و نمو أجزاء مختلفة من الأعضاء 
- تغيرات نفسية : تتمثل بشكل أساسي في انشغال المراهق في تفيكره الكثير و العميق في المستقبل ، في مستقبله و مستقبل الحياة من حوله ، و ربما مستقبل بلاده و خلافه.
-تغيرات اجتماعية : و يسيطر عليها بشكل أساسي تسلط الاهل و محاولة المراهق للتخلص من هذا التسلط بشتى الطرق ، في حين تجده في هذه المرحلة يميل بشكل أكبر إلى أصدقائه و رفقائه ، و يفضل قضاء الوقت معهم عن قضائه مع اسرته.

يتبع

شكر خاص لدكتور أحمد الخليفه على محاضرته القيمة

رواء مصطفى
18-02-2014 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق