الصفحات

الاثنين، 28 أبريل 2014

كيف يستقبل أطفالنا ، مولودنا الجديد

المشاركة 6 من : رواء مصطفى



تعاني كثير من الأمهات من تغير سلوك أطفالها الصغار ، أثناء فترة حملها ، و يختلف التغير من طفل إلى آخر ، من زيادة للعصبية ، أو العناد الشديد، إهمال كل ما كان يحبه الطفل ، و بعض الأطفال يميلون إلى التخريب في المنزل ، و في الوقت الذي يختلف فيه تغير سلوك الطفل ، إلا أن الغالبية العظمى يكون التغير في سلوكهم في الاتجاه السلبي و ليس الإيجابي.

الطفل الصغير خاصة و حتى يصل عمره إلى سن الرابعة ، يشعر بحمل الأم و إن لم تخبره بذلك ، لا يعني ذلك أنه يعلم يقين أنها تحمل بين أحشائها طفلا صغيرا ، سيأخذ مكانه يوما ما عند قدومه إلى الدنيا ، و لكن الطفل يشعر بالتغييرات الحادثة عند الأم ، هو يشعر بتوترك ، بفرحتك الزائدة ، بألمك و تعبك ، يشعر بخوفك الغريزي على منطقة البطن و دفاعك اللا إرادي عنها عند اقترابه منك ، هو يعلم أن هناك ما هو غير طبيعي في علاقتك به ، يشعر أنك ربما تخشينه في بعض الأحيان ، و أنك تبتعدين عنه ، و إن لم تشعري أنت بذلك ، و يعود ذلك عليه بتغيرات سلوكية ، فيبدأ عناده معك ، عدم استماعه لكلماتك ، و تمرده المبكر ، للوضع الجديد، الذي لم يعلم هو عنه يقينا بعد .

يحتاج الطفل في فترة الحمل و ما قبل الولادة ، إلى أن يشعر بالأمان في حياته معك ، يريد أن يشعر أن حبك له و تقديرك له لم يتغير ، و لن يتغير ، من المهم أن يشعر أنه مازال المسيطر على اهتمامك ، و اثارتك ، فعلى الأم في هذه المرحلة ، أن تشعره بأن أمانه معها لم يتغير و لم يتبدل .

قبل الولادة ، يُفضل تهيئة الطفل لاستقبال فرد الأسرة الجديد، و علينا أن نتحدث عن الأخ القادم دائما بشكل ايجابي ، حتى لا نؤدي بحديثنا عنه في أن ينفر طفلك منه من قبل قدومه ، و من الأمور الجيدة و التي تساعد كثيرًا ، هو شراء هدية ، يعلم طفلك أن أخاه القادم قد أحضرها له معها ، لأنه يحبه و يريد صداقته ، و يفضل أن تحمسيه لاستقبال هذه الهدية ، و يا ترى ما ستكون عليه ، و استمعي إلى تخميناته و تخيلاته عن الهدية المنتظرة ، و يفضل بالطبع أن تكون هذه الهدية ، شيئا مما سبق و توقع الطفل أن تكون عليه، فعلينا أن نجعل قدوم طفل جديد إلى العائلة بالنسبة لأطفالنا أمرا مثيرا شائقا ، ينتظرون حدوثه بشغف و ترقب.

بعد الولادة ، تعاني الأم من ألام و تعب شديد، حاولي قدر المستطاع أن لا يشعر طفلك أنه ربما يكون السبب في ألمك ، حاولي أن تفهميه بشكل مبسط أن الأمر طبيعي بعد الولادة ، و أنك ستستعيدين صحتك و عافيتك قريبا .

بالنسبة للطفل الجديد ، فهو لا يحتاج إلى الكثير من وقتك ، فإذا ما كان شبعانًا و نظيفًا ، فيمكنك أن ترقديه بجانبك ، لتحاولي أن تمضي الكثير من الوقت مع طفلك الأول ، حتى لا يشعر بأن أخاه الجديد ، قد استولى عليك منه ، و أنه السبب في أنك لم يعد لديك الوقت الكافي لتلعبي معه و تتحدثي معه ، و هذا من الأسباب الرئيسية التي تولد الغيرة بين الإخوة بعد الولادة .

يمكنك أيضا أن تستغلي الأمر في إشعار طفلك الأول انه قد أصبح كبيرًا بما فيه الكفاية ، لتبدأي في الاعتماد عليه قليلًا ، فيمكنه أن يساعدك مع طفلك الجديد، حيث يمكنه أن يجلب لك الحفاضات مثلا ، عندما تحتاجينها ، يمكنه أيضا أن يساعدك في تحضير المياه اللازمة لاستحمام الصغير، أن يناولك الشامبو، أو الفوطة بعد الاستحمام ، يحضر لك ملابسه و مستلزماته ، أن يساعدك في اللعب مع الصغير ،يختار معك ألعابه و ملابسك عند الذهاب إلى شرائها ، فيمكنك أن تتعاملي معه كشخص كبير ، تأخذين رأيه في أي الألعاب من وجهة نظره مناسبه لأخاه الجديد، و أي ألوان الملابس ربما تناسبه أكثر .

في العمر الأكبر حديث بداية من عمر الخامسة تقريبا ، يتمكن طفلك من تفهم الأمر بشكل أفضل، فيفضل أن تشرحي له أمر الحمل، و يمكنك أن تخبريه عن بعض ذكرياتك معه أثناء حمله و بعد ولادته .

تربية الأطفال ليست بالأمر السهل ، و لكننا في نفس الوقت ليست بالأمر المستحيل

رواء مصطفى 
20.04.2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق