بهجة الإستكشاف

"منذ اللحظة الأولى سويا ,كان كل يوم هناك جديد ,حتى وإن كان هذا الجديد متعب ومرهق لكن هناك شئ ما يستحدث ,,خصيصا حين بدأنا رحلة الاكتشاف سويا .."

هذه العبارة أعيشها يوميا مع صغيرى الذى بلغ من العمر عام وشهرين من الزمن ,والعمر فى حياة الأم يفرق باليوم والساعة ,,تمر الأيام ونحن نرى نموهم وتطورهم ونبتسم لأن ما كان مستحيل قد أصبح ممكن .خصيصا بعد مضي الأشهر الاولى فى حياتهم التى تبدو ككابوس مرعب للكثير ,

كثير من الحكي يمكننا البدء فيه ,لكن أكثر شئ يجعلنى فى حالة من البهجة والسعادة ,هي لحظات الاستكشاف اللذيذة ..
عيون صغيرى وهو قد اكتشف مهارة جديدة فى نفسه او الحياة من حوله تجعلني ف تلك الحالة ..


تركيزه الشديد فى إكمال مهمة إكتشاف *كيف يفتح غطاء علبة ما ..؟ صوت التصفيق ,صب الماء من كوب لكوب أمام عينيه,غلق وفتح الإضاءة ,تركيب قطعة من لعبة لديه ,إدخال الحلقات فى مكانه فى لعبه من الألعاب المناسبة لسنه ,اكتشافه شئ جديد لم يلمحه من قبل ,التلويح بيديه ونحن على أهبة الإستعداد للخروج خارج المنزل ,وأشياء كثيرة .

تلك اللحظات بالنسبة له ملكوت خاص يعيش فيه وحده او نشاركه إياه ,,وحين يعيشه وحده أجلس من بعيد اتأمله .واتأمل نظراته وحركاته وسعادته بأشياء بسيطة للغايه ..

لحظات الإكتشاف تلك إضافة لتنميتها لمهارات الطفل واستمتاعه بإكتشاف ماحوله ,إلا انها آيضا تكسبك أنت حالة من السعادة التأمل وآيضا الدهشة ,,ويكأنك بعد عمرك هذا الحياة تكتشفين ذاتك من جديد ,وتعيدين تشكيل الأشياء الصغيرة فى مخيلتك ,الأطفال وعالمهم عالم كبير للغاية يمكننا أن نعيشه بشكل أفضل ونتحمل التعب والإرهاق اليومى ,(خصوصا فى مراحلهم الأولى وهم لازالوا غير قادرين عن التعبير الحقيقى عن مايريدونه ),يمكننا أن نحلم معهم أحلامهم الصغيرة فى رسمه او لعبة او إكتشاف شئ جديد .يمكننا أن نجعلهم أكثر تطورا وذكاءا.

لاشئ مستحيل طالما أردنا أن نتعلم معهم ومنهم .فهم كما نربيهم ونبذل طاقة بالعناية بهم ,هم آيضا يكسبوننا مهارات كثيرة دون أن ندرى ونتعلم منهم الكثير ,لذا علينا أن نكتشف معهم العالم من جديد ..ونرتب معهم عالمهم الصغير .

ودائما أقول لنفسى :

"لحظات الدهشة مع صغيرنا ,تساوى الكثير ,,عالم يتشكل من جديد معه,عالم يستحق أن نتعب كى يكون أجمل لأجله "