الصفحات

الخميس، 26 يونيو 2014

إنه عقد زواج.. ليس عقد عمل


بقلم: أحلام مصطفى 

هذه واجباتي وهذه حقوقي، لعل هذه الكلمات هي التي تقود أغلب علاقات الأزواج هذه الأيام، فتجد الزوجين يحاسب كل منهما الآخر على أفعاله بمبدأ ليس هذا من واجباتي فأما هذا فمن حقوقي، ثم تجد كلّاً منهم يتبع من المذاهب في توزيع هذه الحقوق والواجبات ما يتلاءم ورغبته هو وما يعجبه من جوانب هذه العلاقة ويترك الأخرى.

إن الحياة بين طرفين في زواج لهي جحيم مطبق إن كانت قائمة على شروط كتلك التي تجدها في عقود العمل والإيجار، فإذا تخلف طرف عن شيء مما يطلب منه وجد الآخر في ذلك عذراً حتى يفسخ العقد أو يخل بشروطه.
 فتجد الرجل إذا وجد من زوجته تقصيرًا في شؤون بيتها أو في علاقتها به أو في رعايتها لأبنائها انقض عليها بالمعايرة والتأنيب والتذنيب وذكرها بأنه تزوج حتى يجد من تهتم به وبيته وأبنائه، وإنه بإمكانه إيجاد عشر أخريات يقمن بهذه المهمة أفضل منها، ولربما تركها وذهب إلى بيت أمه أو أصدقائه شاكيًا باكيًا كالأطفال يندب حظه ويسجل مدى الصبر الذي يضحي به لأجل أن يظل هذا البيت قائمًا!! وهو لا يدرك أنه بفعله هذا نقض بيته من أساسه وترك فسحة للشيطان ليعشش في ثناياه.

وبالمثل ترى المرأة إذا ما ابتلى الله زوجها في رزقه، أو قصّر في شيء من شؤونه أو في شيء من شؤونها تخرج أنيابها وأظافرها وتذكره بعدد العرسان الذين تقدموا لها فرفضتهم وعدد المرات التي فكرت فيها في العودة إلى بيت والدها حيث الدلال والرعاية. وكأن الحياة الزوجية في تعريفها أن تعيش المرأة حياة رفاهية وخفة لا تفعل شيئًا سوى أن يتم الاحتفاء بها وتمجيدها ولا يصح أن تمر بشيء من الشدة أو الضيق.

قد أكون لجأت هنا للمبالغة في المواقف من باب بيان القصد وتضمين الصغير من المواقف في العظيم منها، ولكن النقطة الأساسية هنا هي في ضرورة فهم أن الحياة الزوجية كما هي في التعريف "مودة ورحمة" لا حساب وثواب وعقاب، يحتوي فيها كل طرف الآخر ويتعامل مع ما يمنحه للآخر على أنه عطاء محب لا قضاء واجب، ولديه من الاطمئنان ما يجعله قادراً على التقصير عندما لا يكون قاداً على الوفاء بواجباته دون الخوف من الغدر أو المعايرة أو سوء سلوك من زوجه أو زوجته.. 


إن الحياة الآمنة المستقرة لا تأتي ابتداءً بالمال الوفير ولا البيت العامر ولا الممتلكات ولكن أساسها يبدأ بالأمان العاطفي والاستقرار النفسي الذي لا يجعلك بحاجة لهدية أو مبلغ جيد من المال أو طبخة مستعصية حتى تحس بأن الطرف الآخر يعطيك "حقك"، ولا تحس بأنك بحاجة لورقة اعتراف موقعة ومختومة يقر فيها بأنك أديت واجبك تجاهه. لابد من الامتنان والعرفان والبادرة الطبية والاهتمام بالتفاصيل ولكنها لن تعني شيئاً دون نية حسنة وسريرة صافية وقلب رحيم.


هناك تعليقان (2):

  1. شكرا على التذكير يا ا احلام
    الواحد فعلا من آن لأخر محتاج التذكرة دي

    ردحذف
  2. أهلاً بكِ ربنا يقدرنا :)

    ردحذف