بقلم :إيمان القدوسي
الطريقة الخيرة للحياة هي ( أكسب أنا وتكسب أنت ) ففي الأمر سعة للجميع وهذا الأسلوب ينشئ مجتمعا من الناجحين السعداء .
ولكن الأمور لا تمضي هكذا دائمًا ، أحيانًا تتعارض المصالح و الإرادة بسبب التنافس على منصب والخلاف على بيع وشراء والتنازع على ميراث ، بل إنه في داخل الأسرة الواحدة وبين الأحباب يقع النزاع والخلاف .
مهما حاولنا تجنب ذلك نقع فيه ، وقد لا نسعي إليه ولكنه يسعي إلينا فماذا نفعل ؟
هل نصارع لآخر رمق أم نستسلم مؤثرين السلامة ؟
في الخلافات كل طرف يعتقد أنه علي حق وهو فعلًا معه طرفًا من الحق ولكن من ينتصر منهما ؟ كلاهما مجروح ولديه وجهة نظر ، كلاهما يدعو ويقول يارب انصرني والعبرة بالتفاصيل .
الأقوي في النزاع إذا افتري وتجبر وسحق خصمه وتباهي بما لديه من قوة وكأن لسان حاله يقول إنما أوتيته على علمٍ عندي فسوف تسلب منه النعمة بسبب سلوكياته التي كتبت عليه معاصي : إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
- أما حفظ النعمة فيكون برحمة الخصم ومراضاته وعدم المبالغة في الخصومة والإكثار من أعمال البر سواء الصدقة أوبر الوالدين والأقربين .
الأضعف في النزاع إذا بالغ في الخصومه والشكوي والتشهير وحاول بكل الطرق إيذاء الآخر ودعا عليه فهو يفقد حقه ويتحول من مجني عليه لجاني فقد استخدم تفاصيل سلوكيه مغبتها أكبر من حقه نفسه .
أما كيف يحصل علي حقه فأولًا بالتزام التقوي في تفاصيل سلوكه وحفظ لسانه من الغيبة والتشهير والتشكي وتضييق حلقة الخلاف ليسهل تجاوزها وعدم الدعاء على الآخر بل بالعكس الدعاء له بالهداية والاستغفار له .
في دعاء ذي النون الذي أخرجه من بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) يقين في الله وإرجاع سبب المحنة للنفس .
وفي الآية الكريمة في سورة الأنبياء (90) (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)
دستور كامل لذوي الحاجات سارع في الخيرات وادع ربك رغبًا ورهبًا وليخشع له قلبك والنتيجة كما جاءت في الآية نفسها رزقه الله الولد علي كبر بمعجزة و أصلح له زوجه ، نعم أزواجنا وأولادنا ربنا وحده القادر علي إصلاحهم لنا .
قد يخطر بالبال إنها معجزات الأنبياء وعهد المعجزات انتهى ، في الحقيقية عهد معجزة النبوة فقط هو الذي انتهى بخاتم المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم ، أما معجزاتنا نحن الصغيرة فلم ولن تنتهي أبدًا وربنا قادر على كل شئ بشرط أن نأخذ بالأسباب ونتقي الله في التفاصيل فهي التي تكشف المعدن الحقيقي للنفس وهي التي تُظهر رسوخ اليقين وهي الامتحان الذي لو نجحنا فيه سيستجاب لنا ويرزقنا الله الخير في الدنيا والآخرة .
إن الظلم الواقع عليك من زوجك أو زميلتك أولًا هو من نفسك ثانيًا لا يبرر لك الظلم المضاد ولا أخذ حقك بيدك وإلا سيتركك الله لنفسك مادمت قوية وتعرفين كيف تتكلمين وتنتصرين لنفسك ، سوف ينصرك الله إذا فوضته وحده وأمسكت عليك لسانك وجوارحك وفي كل خلاف من ينتصر هو الأكثر تقوي والعبرة بالتفاصيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق