الصفحات

السبت، 16 أغسطس 2014

تربية أولادنا في زمن الفتن

بقلم : إيمان القدوسي 


أشفق علي الزهور الصغيرة التي تستنشق هواءنا المسمم برياح الانقسام والتربص والكراهية العمياء ، كيف سيتم نموهم في هذا الجو الوخيم غير الصحي ؟ 
لا أحبذ فكرة شحنهم بكراهية لا ذنب لهم فيها ، تقول الأمهات يجب أن يعرفوا وربما جيلهم سيكون جيل القصاص والعدل .
الحقيقة أن الكره مدمر سيسمم النفوس البريئة ولن يقف عند حد كما نتصور ، نحن نبذر بذور ونهيئ تربة ثم نفاجأ بثمار لم نكن نتوقعها ، هناك من سيتجه للتطرف المطلق ومن بيوت طيبة خرج من انضم لداعش لم يكن والديه يريدان له هذا المصير إلا أنه في كل الأحوال غرسهما .
احتمال آخر يحدث كثيرا أن يكفر الفتي بكل المقولات فقد وضع علي كاهله حمل ثقيل يريد التخفف منه وهو يري أقرانه يعيشون حياتهم بالطول والعرض فيفعل مثلهم ، المشكلة أن تربيته الدينية المتشددة تجعله يشعر بالذنب والتناقض المعرفي الذي يجعل نفسيته تضطرب ، وأحيانا أخري يؤدي اندفاعه الغاشم إلي الانحراف الكامل .
حتي من يعصمه ربه من كل ما سبق يعيش مؤرقا بالهم والحزن والقلق والشعور بالاضطهاد فتضعف شخصيته ويشعر بالدونية .
لا ذنب للصغار الأبرياء فيما وصلنا إليه وعلينا قدر الإمكان تجنيبهم تحمل هذا الصراع ، وهذا ممكن وقد رأيت قبل ذلك من سجن زوجها وعذب ورغم ذلك جنبت أبناءها المعاناة النفسية .
طفلك أمانة في عنقك وهو يأخذ منك انطباعك عن الحياة احرصي أن يكون انطباعا طيبا صحيا فهو قد خلق لزمن آخر سيتحمل يوما ما مسئولياته فليتحملها بقلب سليم وحذاري من الشحن بالكراهية فكلها ضرر ولا خير فيها هي أساس العقوق والانحراف والعنف والوساوس .
ربما مهمتنا صعبة لكنها يسيرة علي من يسرها الله له دعي طفلك يلعب ويتعلم وتمتلئ نفسه بالحب والقيم العليا ويستقبل الحياة بصدر رحب لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق