الصفحات

السبت، 2 أغسطس 2014

وجه أمي : الرسالة هي الوسيلة


بقلم : إيمان القدوسي


يطل علي وجه أمي الحبيب مشرق هادئ مريح لتقول لي ( يا طفلي الصغير حان الآن وقت المرح سوف أفتح لك قناة الكارتون ماذا تريد أن تشاهد ( توم وجيري ) أو .... )
يالها من لحظات مرحة جميلة وجه أمي هادئ يتدفق بالحب ويوحي لي بالمتعة وهي أيضا تعطيني فرصة الاختيار، في البداية لم أكن أفهم تلك المناظر الكثيرة الملونة المتحركة ولكن مع التكرار وتعليقات أمي المرحة أثناء المشاهدة واستمتاعها هي نفسها بدأت أحب الكارتون وجوه اللطيف الذي يجمعني بأمي و أختي الصغيرة صارت تلك أمتع الأوقات .

الآن وجه أمي مشدود حاد النظرات نبرات صوتها حاسمه تمسك كتابا في يدها وتقول لي في نبرة تهديد هيا لنبدأ الجد وأريد تركيزا معي ولا أريد وجع قلب مثل المرة الماضية ،  ياللهول المرة الماضية أتذكرها جيدا كانت مأساة انتهت بالضرب ، ضربتني ووبختني وأهانتني أشعرتني أنها لا تحبني وأنها تراني ابنا سيئا ، أنا لا أحب هذا الكتاب ولا أحب جو التعليم المصحوب بالمعاملة السيئة والكثير من الدموع.

أسمع أمي تشكو مني في التليفون لصديقتها لا أعرف ماذا أفعل مع ابني يحب الكارتون واللعب ولا يحب التعليم ، لماذا تشكو من ذلك هل أحب جو المرح والمتعة والمعاملة اللطيفة أم جو الشدة والعنف والمعاملة السيئة يمكنني أن أقسم أن أمي نفسها تكره التعليم وتحب الكارتون ، في الحقيقة أنا أتعرض لظلم بين .

عزيزتي الأم الرسالة هي الوسيلة يعني الوسائل المحببة اللطيفة تعين علي توصيل الهدف المنشود والعكس صحيح الوسائل المنفرة الغاضبة العنيفة تجعل طفلك ينفر .
عزيزتي الأم راجعي نفسك وجهك ينبسط وصدرك ينشرح في أوقات اللهو والمرح وتعدين طفلك بالمكافأة بها والعكس يحدث فتحملين جبال الهم عند المذاكرة فأي انطباع ستتركين ؟
الأسوأ أن يحدث هذا الانطباع السئ عند تعليم الصلاة أو تحفيظ القرآن أو عند تلقين المبادئ والقيم .
وجه الأم كتاب يقرأه الطفل بسهولة ليعلم منه نوعية المهمة المقبل عليها وهل هي ممتعة أم متعبة .
نغمة صوتها تقول الكثير أحيانا يكون صوتا رائقا مغردا في أوقات اللهو وأحيانا صوتا مرعبا مرعدا عند الجد .

الرسالة التي تصل للطفل خلاصتها في وقت المرح ( أحبك يا صغيري بلا حدود وسأهديك المتعة والمرح )
وفي وقت الجد ( ربما أكون أحبك ولكن بشروط أن تجرع العلقم وتذاكر وتتعلم وإلا سأنزع عنك حبي واهتمامي فما أنت إلا أداة في يدي أتنافس بها مع الآخرين فتدرب جيدا يا حصاني الصغير حتي أفوز بك في السبق )

وجه الأم يقول كل شئ والرسالة التي تصل للطفل هي نفسها الوسيلة التي تستخدمها معه ولأن طفلك صفحة بيضاء شديدة الحساسية فهي تلتقط ذبذبات وسائلك وتترجمها صح فلا تتعجبي من النتيجة ولكن يمكنك أن تغيري الرسالة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق