بقلم :إيمان القدوسي
(المقال موجه لفئة معينة قد لا يكون الجميع مر بهذه التجربة و لكن لا بأس بالتعرف على مشكلات الآخر أيا كان )
فكرة المنتدي النسائي المغلق تمنح المرأة خصوصية كشف الأسرار ومناقشة بعض الأمور الخاصة التي من الصعب طرحها في حضور الرجال ويعتبر منتدي ( فتكات ) مثال جيد جدا لذلك .
الاهتمامات النسائية الخاصة تتلخص في العناية بالجمال والصحة ثم العلاقات سواء العلاقة الزوجية أو العلاقة بالأبناء أو العلاقات الأسرية والاجتماعية ثم المهارات مثل الطهي والتنظيف والترتيب ثم التسوق والشراء .
كلما كان المنتدي عاما يشمل كافة الاتجاهات كان ناجحًا ولكن لسبب أو آخر يميل البعض لعمل منتدي أكثر خصوصية ويضم أعضاءًا من نفس الاتجاه ومتقاربين جدًا حتى في الظروف الاجتماعية والاقتصادية ويحدث شئ عجيب ، في البداية تعاطف وترابط كبير ثم خلافات واختلافات وانشقاقات تؤدي في النهاية لإلغاء المنتدي نفسه .
ربما يدل ذلك علي أن الانغلاق واعتقاد التشابه والتماثل يسبب مشكلات لا يسببها الذوبان وسط المجتمع الكبير ، في المجتمع الكبير يعرف كل شخص حدوده ويؤمن بحق الآخر في الاختلاف وبالتالي يمرر الرأي الذي لا يتفق معه مع احتفاظه برأيه الخاص فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، أما عند اعتقاد التماثل والتشابه فكلنا مثلا أخوات ملتزمات وبالتالي لا مجال للخلاف وغير مسموح بالاختلاف لأنه هنا اختلافًا مع الدين نفسه .
الدنيا تتسع للجميع والتنوع مطلب إنساني وضرورة حياة ولو تطابقنا لصارت حياتنا ماسخة بلا لون ولا طعم وما دامت نفس الاهتمامات واحدة لماذا ننعزل في مجموعة مغلقة ؟ ونحاول الالتفاف بإسباغ مسحة دينية لأمور حياتية عادية ، تلوين الشعر سيظل هو سواء بالحناء أو الصبغة أو غيرها والاحتفال بعيد الزواج سيظل احتفالًا عاديًا لا أهمية له إلا لصاحبته فقط وتربية الطفل سيظل لها قواعد تربوية بعدم الضغط على الطفل حتى لو كان لتعليم الصلاة أو حفظ القرآن والمرأة ستظل هي المرأة بضعفها وقوتها مهما كانت طبيعة لبسها ، وحب الزوج سيظل ضرورة وليس تعلقًا مرفوضًا كما يدعي البعض .
اندماجك في المجتمع وتقبلك للآخر وعدم الجمود في التشبث بشكليات فارغه دليل على قوتك النفسية والروحية ، استمعي لكل رأي وابدعي في حدود ثوابتك ولا داعي لرفع شعارات غير قابلة للتطبيق ثم إجهاد النفس في الالتفاف حولها ، خلاصة الكلام لا فرق حقيقي بين منتدي عام نسائي و آخر خاص نفس الاهتمامات ولكن في المنتدي العام هناك جوا صحيا أكثر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق