هناك توزيع طبيعي للأدوار في منظومة الزواج ( بعيدًا عن كل الديباجات الحديثة من الرغبة في المساواة الحرفية بين الزوجين ) غالبًا ما تكون الفتاة و الفتي يلعبوا الدور المذكر في حياتهم قبل الزواج ( من خروج و تعليم و فسح و كا ما يُفعل خارج المنزل، دون التطرق لأعباء المنزل ) فمن يقوم بالدور المؤنث في المنزل هي الأم غالبًا أو من يقوم بدورها ، و حتى و إن قامت بعض الاسر بتعليم أو تعويد الفتيات على الدور المستقبلي غالبًا ما يكون دور شرفي و ليس كاملًا .
بعد الزواج ، يستمر الشاب في أداء دوره خارج المنزل ( قد تضاف إليه أعباء بسيطة مثل شراء بعض الحاجات أو تنظيم الدخل و المصروف و ما شابه ) و لكنه يظل يعمل خارجًا و يأتي للمنزل يساعد قليلًا ( أو لا يساعد ) و قد يمتد عمله لفترات طويلة - نظرًا لطبيعة الحياة حاليًا ، فيأتي مرهقًا للنوم فقط . أيا ما كان و لكن هناك أعباء جديدة تضاف للفتاة و لحياتها مثل العناية بالمنزل و كل ما يتعلق به تقلب نظامها الذي كانت تعتاده سابقًا رأسًا على عقب .
للأسف لم يتم التعامل بشكل إيجابي مع هذا الامر الأمر ... فأصبح بين النظرة الدونية للمرأة ( أن تلك الأعمال هي إهانة لها ) و تلك نظرة معظم الفتيات ، و بين التكريس الكامل للمرأة في هذا الإطار ( أنها مجرد خادمة في المنزل و لا تطمح لأكثر من ذلك و ليس حقها) و تلك نظرة معظم الشباب تدعمها بعض التفسيرات الدينية الخاطئة .
كلتا النظرتين ضار جدًا لإستقرار المنزل و تكوين الأسرة . فتلك النظرة من الفتيات تجعل الشباب يتوجس خيفة من أي شئ تريد أن تفعله الفتاة و يظن انها سوف تقصر في بيتها ، و نفس النظرة تجعل الفتاة تتوجس من أي كلمة يقولها الشاب في انه سوف يحجر علي حريتها و يقيدها و يمنعها عما تريد ... و تقع مشاكل كبيرة ليس لها اصل الا انها هواجس فقط .
تنوع الأدوار ليس إنتقاص من طرف على حساب طرف آخر ، على العكس ، الفرد الناجح هو من يستطيع إنهاء المهام الموكله إليه بنجاح و فعاليه و ترتيب أولوياتها بشكل صحيح ... نظرة المرء لنفسه غاية في الأهمية و لا أبالغ لو قلت هي المحرك الاساسي لنجاح أو فشل الإنسان .
ليس معنى كلامي هو قصر الفتاة فقط على المهام المنزلية منذ نعومة اظفارها ، التعليم و العمل قيمتين هامتين في حياة الإنسان ... و لكن ما إن تُخطَب الفتاة فلابد أن تعرف طبيعة الدور الجديد الذي سيضاف لمهامها و ستقوم به ، و بقليل من الذكاء و المهارة ستتمكن من أداء الدور الجديد و ستبرع فيه ...
نحن نُضَيِّع وقتًا كبيرًا في حياتنا ما بين التلفاز و النت و التليفون و مواقع التواصل المتاحة في الهواتف الذكية ... يمكن تقليل و ترشيد الوقت ( و ليس منع ) لكي تستطيع الفتاة القيام الأدوار الجديدة ... هي ليست عبء بقدر ما أن سنة حياة الإنسان أن تزيد مهامه بزيادة عمره ...
أذكر صديقة جميلة للغاية ، كانت متزوجة و هي معيدة في الجامعة ، فكانت في بدء الحمل تستعين بوالدتها ووالدة زوجها للمساعدة في مهام المنزل لتستطيع الذهاب للكلية ... ثم انجبت و اخذت اجازة طويلة ... و لكن مع تمرسها على الامر في حملها الثاني ( لاحطوا ان المسؤوليات زادت ) لم تطلب مساعدة اطراف خارجية كما طلبت من قبل ، و كانت مع حملها الثاني تعد شهادة الماجيستير .
لا اريد ان يصاب البعض بالإحباط ممن لم يستطعن فعل ذلك ... و لكن مقصدي من ضرب هذا المثل أننا نعتاد المسؤوليات مع الوقت ... فلا تصاب فتاة بالإكتئاب لتزايد المسوليات عليها فجأة في بداية الزواج ... الامر لابد له من تأهيل نفسي و إن لم يفعل ذلك فالوقت هو خير معلم ... المهم هو الصبر و ستجد تحسن تدريجي مع الوقت :)
لا اريد ان يصاب البعض بالإحباط ممن لم يستطعن فعل ذلك ... و لكن مقصدي من ضرب هذا المثل أننا نعتاد المسؤوليات مع الوقت ... فلا تصاب فتاة بالإكتئاب لتزايد المسوليات عليها فجأة في بداية الزواج ... الامر لابد له من تأهيل نفسي و إن لم يفعل ذلك فالوقت هو خير معلم ... المهم هو الصبر و ستجد تحسن تدريجي مع الوقت :)
لا تكتئبي من إختلاف طبيعة الحياة عما كنتِ معتادة عليها خاصة في بدء الزواج ... مع الوقت ستستطيعي التوفيق و تعودي تدريجيًا لما كنت تفعلينه (هواية - عمل - قراءة إلخ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق