الصفحات

الخميس، 6 نوفمبر 2014

يُغنِهِم الله من فضله

بقلم : أحلام مصطفى 


ليس الحديث اليوم حديث وعظ وتهذيب، في الحقيقة هو حديث له كل العلاقة بالواقع والتجربة ومتابعة تجارب الآخرين ممن مروا بهذه التجربة وسمعت منهم نفس الكلام، أو من شهدوا بأنفسهم تلك المواقف فتعجبوا من عطاء الله وكرمه. ولعلني أقول بأنها خاطرة أشارككهم إياها أكثر منها خطاباً موجهاً لكم.



كثيراً ما نمر في المجتمع من حولنا بأقوال وأفعال فحواها أن على المرأة أو الرجل البحث عن الفائدة والنفع ممن يشاركهم حياتهم، فتجد الرجل ربما يبحث عن المرأة التي تعمل أو التي يمكن أن تعمل مستقبلاً، وتجد المرأة وأهلها يبحثون عن الرجل الذي يمتلك شيئاً ما من الماديات يقدمه لابنتهم ولهم، وكأن الناس تدخل في تجارة وليس في علاقة أسرية. لا أقول بأن هذا هو الأصل ولكن حدث كثيراً أن فسخت فتاة خطبتها أو ألغت عقدها لأن الرجل تخلف عن شراء شيء من احتياجاتها التي غالبًا ما تكون من الكماليات (ما جبلهاش كوشة ب 50 ألف، أو شبكة ب70  ألف أو مش راضي يطلعها شهر العسل الفلاني، أو حتى على مستوى أقل ماجبش لأمها هدية غالية ولبابها ساعة عليها القيمة...إلخ). 

مرت عليّ تجارب فتيات وفتيان بارك الله لهم وعليهم، تفاهمت الفتاة مع خطيبها وتفهمت وضعه وما كلفته فوق طاقته، ولا طالبت بغير المقدور عليه بل ربما تنازلت عن ما قد يعتبره البعض أساسياً لأنها لم ترَ فيه قيمة مضافة بل مجرد إهدار لمال زوجها المستقبلي، ورأى هو فيها ذلك فأقبل على حياته الجديدة وهو مطمئن مرتاح البال، فبارك الله لهما في حياتهما معاً أولاً وأنزل عليهما السكينة والمودة، ثم أكرمهما وزقهما من حيث لا يحتسبان وفتح لهما أبواب رحمه واسعة.

لا أقول بأن على المرأة عن تتخلى عن حقوقها وتتعامل مع نفسها على أنها ليست أهلاً لما هو أفضل، ولكن أن تتعامل مع الأمر على ما هو عليه، وهو أنه ماديات، والأفضل منها هو أن تعامل كما تستحق كإنسانة وشريكة حياة، وكل ما هو غير ذلك يأتي لاحقاً مع بذل الجهد وطلب الرزق. 

كثيراً ما أرى من الفتيات من تعلمت من محيطها أن تطلب ما ليست بحاجة إليه وتتخذ من تلبية احتياجاتها المادية دليلاً على المحبة أو التقدير، وكأنها إن لم تتلق ما تريد فإن من هو أمامها لا يحبها أو لا يقدرها، بينما لا يتعدى المرء أنها تطلب ما ليس في المستطاع أو ما ليس في حيز الضرورة، وعندها على من يتعامل معها أن يتخذ هو الموقف الذي يراه مناسباً، فتطن هي أنه "استخسر فيها ومش راضي يصرف عليها"، دون أن تفكر في عدد المرات التي "ما استخسرش فيها حاجة ولا تأخر عليها في حاجة". 

في وضع مثالي لسنا بحاجة للحديث عن أن الله يرزق عباده، وأن الرجل لا يعيبه نقص مال مادام طيب النفس، حسن الخلق، يطلب رزقه وفق ما تيسر، ولكن لأننا بتنا نعيش في زمان اختلفت فيه المفاهيم وانقلبت الفضائل أصبح الحديث في أمر كهذا مخالفاً للعرف السائد في مجتمع ينظر إلى الوجوه ولا يرى النفوس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق