بقلم : أحلام مصطفى
هذه المقولة من أكثر المقولات "الجديدة القديمة" التي نتداولها عندما نجد أننا عالقون في دوامة من الضغوط والمشاكل الخارجية التي لا نستطيع أو ربما لا نعرف كيف نسيطر عليها، مشاكل مع أشخاص أو أشياء، مشاكل في العمل، أو في تربية الأبناء، مشاكل مادية وأخرى لها علاقة بالاجتماعيات، مشاكل ربما تتعلق بالنظام العالمي التعيس!
فنحاول أن نتجاهل كل ذلك بمقولة ابحث عن السعادة في داخلك، نعم بالطبع.. الأمر يعود بصورة كبيرة لنظرتنا للحياة والطريقة التي نتعامل بها مع ما حولنا، ولكن هذا لا يكفي لتحديدة داخلنا وحالتنا النفسية فقط، نحن بشر، لسنا خارقين، نعم هناك مع يستطيع أن يتجاهل الكثير ويترفع عن الكثير، ولكن غالبيتنا ليسوا كذلك، والمحيط الذي نعيش فيه يؤثر فينا بصورة أو بأخرى، إيجاباً أو سلباً.
لذلك عندما نتحدث عن السعادة الي تأتي من داخلنا فنحن نتحدث عن السعادة التي تأتي لأننا حققنا كل ما يمكن أن يمنحنا السعادة الحقيقة من حولنا ثم التفنا إلى دواخلنا فأصلحنا ما بها من عطل وتحصلنا على شيء من السعادة التي نريد.
لذلك عندما نتحدث عن السعادة الي تأتي من داخلنا فنحن نتحدث عن السعادة التي تأتي لأننا حققنا كل ما يمكن أن يمنحنا السعادة الحقيقة من حولنا ثم التفنا إلى دواخلنا فأصلحنا ما بها من عطل وتحصلنا على شيء من السعادة التي نريد.
في بعض الأحيان يكون صعباً علينا أن نتعامل مع المحيط بصورة تسمح لنا أن نتجاهل، وربما من المستحيل لأن هناك فعلاً مع سبق الإصرار والترصد ممن قد يكونون حولنا للتدخل والتنغيص، عندها ربما كل ما يمكنك أن تحصل عليه هو بعض السلام الداخلي لو تمكنت من أن تنفصل عن الواقع بضع دقائق في اليوم وتذكر نفسك مرارًا وتكراراً أن كل شيء يمر.. ولكن ليس من المفترض أن تكون هذه طبيعة الأمور.. أن تعيش وكأنك تتجرع دواءً مراً .. بل عليك أن تحاول بشتى الطرق أن تقف لحظات وتقرر هل تريد أن تتركه أم لا.
ليس رفاهية ولا كماليات أن تخلق لنفسك محيطاً جيداُ وأن تختار من هم حولك أصدقاء أو زملاء، أو تحدد طبيعة علاقاتك. بل إن ذلك من واجباتك ومن حقك، لأنك لست ضحية الظروف تأتي لك بأي أحد كما اتفق، وعليك أن تتأقلم.
يقول البعض ليس من الذوق أن تتعامل مع أشخاص بطريقة غير ودية خصوصاُ لو أبدوا حسن النية أو أرادوا أن يعمقوا العلاقة، والحقيقة أن قراراً كهذا من المفترض أن يكون متبادلاً ورغبة حقيقة من قبلك لتقبلهم في حياتك وليس مجرد مجاملة. المجاملة التي تجعلك تعيساً ليست فعلاً حسناً بل هي على العكس من ذلك ذنب في حق نفسك وفي حق غيرك، والأمر كذلك في كل العلاقات.
يقول البعض ليس من الذوق أن تتعامل مع أشخاص بطريقة غير ودية خصوصاُ لو أبدوا حسن النية أو أرادوا أن يعمقوا العلاقة، والحقيقة أن قراراً كهذا من المفترض أن يكون متبادلاً ورغبة حقيقة من قبلك لتقبلهم في حياتك وليس مجرد مجاملة. المجاملة التي تجعلك تعيساً ليست فعلاً حسناً بل هي على العكس من ذلك ذنب في حق نفسك وفي حق غيرك، والأمر كذلك في كل العلاقات.
بالعودة إلى فكرة السعادة أو ما يمكن أن نسميه الراحة والرضا ومن أين تأتي، ربما يجب أن نوضح أنهما ليسا حالة دائمة ولا مترادفان، قد لا نكون "سعداء" ولكننا نحس بالرضا، والرضا أعم وأشمل وأكثر تأثيراً في النفس، قد نكون سعداء عندما يقول لنا أحدهم كلمة جميلة أو يمدحنا، أو عندما نحس أننا متفوقون على شخص ما لدينا مشاكل معه، ولكننا في أغلب الوقت تعساء لأنه موجود في حياتنا، أو لأنه غالباً ما يفعل ما يعبر عن عدم احترامه لنا، أو عدم تقديره لأي من خصوصياتنا، وعليه فإن الرضا يتولد عن عدم وجوده أفضل بكثير من السعادة المؤقتة التي تأتي معه مؤقتاً.
كذلك الأمر في أغلب القضايا التي نمر بها، سواءً كانت ماديات أو معنويات، هل ما سنفعله الآن أو نشتريه أو نطالب به، هل سيسبب لنا سعادة مؤقتة يتبعها إحساس بالذنب أو بالفراغ أو بالوحدة، أم سيسبب لنا إحساسًا بالرضا طويل الأمد، والراحة النابعة من الداخل. لأن هذا هو ما يحكم على الأمور، وهو مايميز بين أهداف آنية وقتية كشراء ثوب جديد أو حذاء جديد أو فعل يكون له أثر بعيد المدى كالتبرع بالمبلغ الفائض عن الحاجة لشخص ستعلم به أو يبدأ عملاً يكفيه قوت يومه.
ربما من الأفضل أن نأخذ بعض الوقت لنتأمل في حياتنا بشكل عام، فقط حتى نقيم مدى راحتنا ومدى رضانا عما نمر به، ليس علينا أن نجاري الأحداث طوال الوقت، أو أن نعيش وفق ما يخططه لنا الغير. ربما أكبر الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا أننا لا نفكر .. فقط نتصرف وفقاً لما يستجد.. لهذا نفعل الكثير مما لا نريد، والكثير مما يؤذينا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق